علق الطلبة المغاربة العائدون من أوكرانيا احتجاجاتهم ضد الحكومة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، إلى حين اجتياز امتحانات نهاية السنة. وأوضحت "ب.د"، طالبة في تخصص الطب والصيدلة، أن الجامعات الأوكرانية اعتمدت خلال الامتحانات التي ستنتهي مع نهاية يونيو الجاري صيغة "البث المباشر"، لضمان المساواة بين الطلبة، حيث تعرض الأسئلة أمام الطلبة من قبل لجنة أكاديمية ويتم تسجيل الإجابات بشكل فوري. وأضافت المتحدثة، في تصريح لهسبريس، أن طلبة السنة الأخيرة في كليات الطب اجتازوا امتحانات نهاية الفصل، إلا أن الامتحان الذي يطلق عليه في أوكرانيا "الكروك"، الذي يتم على أساس نتائجه إدماج الطلبة في سوق الشغل، تم إلغاؤه، بالنظر إلى عدم توفر شروط اجتيازه، إذ يتم عادة تكليف مسؤولين من وزارة الصحة الأوكرانية من أجل الإشراف عليه، وتحيط به إجراءات صارمة. وكشف محمد أمين، عضو تنسيقية الطلبة المغاربة في أوكرانيا، أن "مسؤولين في السفارة الأوكرانية، في اجتماع لهم مع الطلبة، أكدوا أنهم راسلوا وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، من أجل مناقشة بعض الحلول التي من شأنها معالجة وضعية الطلبة، والعمل على عقد اتفاقيات في هذا الشأن، إلا أنهم لم يتوصلوا بأي رد". وسجل المتحدث بأسف "تجميد الحوار بخصوص هذا الملف في وقت عملت أوكرانيا على تنزيل اتفاقيات مع الدول المجاورة من أجل ضمان استمرار الطلبة الأوكرانيين في مسارهم الدراسي، فيما مازال الطلبة المغاربة يراوحون مكانهم"، وأضاف: "بما أن الحكومة عاجزة عن تقديم حل فوري للإدماج فعلى الأقل يمكنها التفاعل مع مقترحات السفارة الأوكرانية في هذا الإطار". ومن جانب آخر أورد محمد أمين أن اللقاء الذي جمع الطلبة بالقائم بأعمال السفارة الأوكرانية بالرباط الأسبوع الماضي قدمت خلاله وعود من أجل تمكين الطلبة الخريجين من تسلم دبلوماتهم بعد التنسيق مع الجامعات، وزاد: "أما في ما يتعلق بمتابعة الدراسة بالنسبة للطلبة الذين لم يستوفوا بعد موادهم فقد أكد المسؤول الأوكراني أنها ستستمر عن بعد، في انتظار ما ستكشف عنه تطورات الحرب في غضون شتنبر المقبل". ويستعد الطلبة لوضع مراسلة أخرى على طاولة عبد اللطيف ميراوي، يطالبونه من خلالها بالتجاوب مع المسؤولين الأوكرانيين، في ظل عدم وجود أفق للإدماج. وتعول فئة من هؤلاء الطلبة على حلول أخرى دون الإدماج، إذ يطمح عدد منهم إلى مواصلة دراستهم في أوكرانيا، في حال هدأت الأوضاع، أو التمكن من الدراسة عن بعد كما هو الحال خلال الأشهر الماضية بعد اندلاع الحرب، وفق محمد أمين، مضيفا: "الوزارة حاليا أمامها عدد قليل من الطلبة، ويمكنها إيجاد حلول لهم، لأن عددا مهما منهم لم يعودوا يرغبون في حل الإدماج، خاصة بعدما عبر مسؤولون أوكرانيون في حوارنا معهم عن استعدادهم لإيجاد حلول تناسب الطلبة".