عندما يصطدم إصرار النسور بصمود الحمامة البيضاء، فاعلم أنها قمة الجولة ما قبل الأخيرة من البطولة الوطنية الإحترافية، جولة تحديد المصير، يصارع فيها شموخ الرجاء البيضاوي كبرياء المغرب التطواني من أجل الحصول على الدرع الأغلى للبطولة الوطنية والذي يقود محرزه مباشرةً إلى مونديال الأندية جنباً إلى جنب مع عمالقة الكرة العالمية. شاءت الأقدار وعلى غرار كبرى الدوريات الأروبية، أن يؤجل الحسم في تحديد معالم البطل حتى آخر دورتين من انتهاء منافسات البطولة، وانتظار ما ستسفر عنه المواجهة النارية بين المعنيين باللقب للتعرف على هوية ممثل المغرب في كأس العالم للأندية 2014. الرجاء.. نشوة عالمية وتهاون محلي قبل صحوة البطولة نشوة عالمية وتهاون محلي قبل صحوة البطولة، عناوين لمسار النسور في الدوري المغربي للمحترفين هذا الموسم.. بداية متعثرة في مشوار البحث عن اللقب الثاني عشر، بررها البعض بإيلاء النسور الأهمية للتحليق في سماء العالمية للمرة الثانية، والإتيان على الأخضر واليابس في هذه المنافسة التي أخرجت آلاف المغاربة للشوارع فرحاً بإنجاز تاريخي لرجاء لعب دور الفريق الوطني في توحيده للجماهير المغربية. إنجاز انتشى به طويلاً لاعبو الرجاء، ليدخلوا حينئذ في مرحلة فراغ على مستوى النتائج والأداء، كلفتهم نقاطاً ثمينة في البطولة وخروجاً صادماً من الدور الأول من منافسات دوري أبطال إفريقيا، لتستفيق الجماهير الخضراء قبل فريقها وتلعب دور المنبه، خاصةً بعد الهزيمة التي كانت بمثابة الصفعة على أوجه القائمين على فريق الرجاء البيضاوي أمام جمعية سلا الذي يصارع من أجل البقاء في القسم الوطني الأول، قبل أن يعود رفاق متولي إلى سكة النتائج الإجابية وبحصص عريضة كذبت المحللين الذين انتقدوا مراراً خط هجوم الرجاء بقيادة محسن ياجور، ليصبح القوة الضاربة في الفريق الأخضر مانحاً إياه الأفضلية في عدد الأهداف المسجلة في حال ضاقت الحسابات. على بعد ساعات من لحظة الحسم في ما إذا كان رجال فوزي البنزرتي سيواصلون الصراع من أجل الظفر بلقب البطولة، بات فريق الرجاء البيضاوي يلعب مكشوف الأوراق، حيث سيراهن في هذه المرحلة على فردياته المميزة وجماهيره التي تعد اللاعب رقم "1" في تشكيلته كما جاء على لسان مكونات البيت الأخضر في أكثر من مناسبة. المغرب التطواني.. مسار ثابث لحمامة تصبو إلى العالمية مسار ثابث ذلك الذي سارت عليه الكتيبة التطوانية منذ بداية منافسات البطولة.. سرعان ما أعلنت نفسها ملكة متربعة على عرش الصدارة، لتتوج بلقب الخريف، وتأبى إلا أن تسير على نفس المنوال في مرحلة الإياب، بمجموعة شابة مدعمة بعناصر معدودة من أصحاب الخبرة، إستطاع رجال عزيز العامري الصمود خلال الدورات ال28 من الموسم الحالي، ليتقمصوا دور الريادة بإتقان في وقت راحت فيه الأندية التي كانت مرشحة للمنافسة على العالمية هذا الموسم ضحية سبات إداري وتقني، وأخرى تفرغت لنشوتها بإنجاز المونديال، مذكورة أعلاه. استقرار تقني وآخر إداري، ساهما في مشروعية حلم الحمامة بالصراع عن اللقب الثاني لها والمشاركة في كأس العالم للأندية، استقرار طور الأداء الجماعي لنادي مغرب أتليتيكو تطوان، ومنحه مناعة قوية جعلته يصمد منذ بداية المنافسة على البطولة، بقيادة المدرب عزيز العامري، الذي بات عارفاً بخبايا البيت التطواني وطالما أبدا فخره بالأسلوب الذي يلعب به فريقه والتركيبة البشرية الشابة التي يتوفر عليها. مشوار المغرب التطواني في البطولة الوطنية رشحه لحسم أمر الدرع قبل خط النهاية، إلا أن الفريق أهدر فرصة ضمان تتويجه باللقب مبكراً، حيث فشل رجال عزيز العامري في تحصيل نقاط مجموعة من المباريات خلال الجولات الثمانية الأخيرة، إذ أضاعوا 11 نقطة، وفازوا خلالها في ثلاث مباريات، وتعادلوا في أربع وانهزموا في واحدة، وهو ما زاد من الضغط النفسي على اللاعبين مع اقتراب خط النهاية الذي تملك فيه الحمامة مصيرها في التتويج باللقب بين أيديها.