تلقى الشارع الكروي المغربي ترشيحات الناخب الوطني هيرفي رونار للمنتخبات الأقرب لحصد اللقب القاري، المقرر في مصر بعد أقل من 6 أشهر، على وقع الصدمة، بعد أن وضع كل من السنغال ومصر على رأس المنتخبات المرشحة للجلوس على العرش الإفريقي، بعد أن أجمع جل المتابعين على أن أفضل هدية يمكن للجيل الحالي تقديمها للمغاربة هي الكأس القارية، بالنظر لدرجة التجانس التي بلغتها المجموعة الحالية تحت قيادة "الساحر الأبيض". واختلفت التفسيرات حول أسباب هذه الخرجة الإعلامية للناخب الوطني، ونوعية الرسائل التي يود إبلاغها لجامعة الكرة أو اللاعبين أو المنتخبات المنافسة، حيث وصف البعض تصريحاته بالعقلانية، بالنظر لقوة المنتخبات المنافسة على اللقب، الذي ما زالت منتخبات تتبارى من أجل التأهل إلى النهائيات، وبين من وضعها في خانة ذكاء ودهاء "الثعلب" الفرنسي. الكان خارج المغرب من بين التبريرات التي استقتها "هسبورت" من محيط الفريق الوطني حول ترشيحات رونار للظفر بالكأس القارية، تنظيم مصر للنهائيات بدل المغرب، حيث كان المغرب أبرز المرشحين لنيل اللقب في حال نَظّم "العرس" الإفريقي على أرضه، وهو ما كان يُخَطّط له في الكواليس، لولا القرارات السيادية المفاجئة التي قلبت أوراق اللعبة. وكان هيرفي رونار يعول كثيرا على استضافة المسابقة على الأراضي المغربية لتكرار سيناريو "الشان"، الذي ساهمت خلاله الجماهير المغربية وملعب محمد الخامس في تقريب الكأس لمنتخب اللاعبين المحليين، بالنظر للدور الكبير الذي باتت تلعبه الجماهير المغربية في مؤازرة النخبة الوطنية. واقعية رونار وطموح لقجع ووصفت شريحة أخرى من المتابعين تصريحات هيرفي رونار بالعقلانية، مرجعة ذلك لقوة مصر، البلد المنظم، على أرضه، وهو الذي قدم مستويات مميزة في "كان" 2017 وهزم النخبة الوطنية في ربع النهائي، إضافة إلى منتخبات أخرى قادمة بقوة مثل السنغال، التي تتوفر على نجوم كبار واكتسبت خبرة في السنوات القليلة الماضية، أمام تراجع قوى أخرى نسبيا مثل الكوت ديفوار والكاميرون، ونيجيريا بدرجة أقل. ورغم اكتساب المجموعة المغربية الحالية لخبرة لا بأس بها على المستوى القاري رفقة المدرب هيرفي رونار، ونيل بطاقة التأهل إلى نهائيات كأس العالم الأخيرة على حساب الكوتديفوار، وهزم الأخير في "كان" 2017، وفك عقدة المنتخب الكاميروني، إلا أن "الأسود" لم تصل بعد إلى نقطة السيطرة الإفريقية، خاصة بعد "نزوح" نواة المنتخب الحالي إلى الدوريات الخليجية. تنويم الخصوم ويمكن لتصريحات المدرب الفرنسي أن تدخل أيضا في باب تنويم "الخصوم" قبل لسعها أثناء المنافسة مثلما فعل مع منتخب زامبيا سنة 2012، حيث استخرج كل قوى "الرصاصات النحاسية" ليتوج باللقب، ليعيد الكرة مع منتخب الكوت ديفوار بعدها بثلاث سنوات، حيث أيقظ "الفيل" الإيفواري من سباته الذي دام 23 سنة بلقب تاريخي.