جولتان فقط تفصلنا على نهاية الدوري المغربي للمحترفين وملامح البطل والمغادرين لم تتضح بعد، فإذا كان الصراع للظفر بدرع الدوري قد انحصر رسمياً بين المغرب التطواني والرجاء البيضاوي بعد خسارة الكوكب المراكشي لحظوظه في المنافسة، فإن صراع أسفل الترتيب من أجل تفادي النزول أصبح على أشده بين مجموعة من أندية المؤخرة. أندية تصارع بين القمة و"القاع" وأخرى اطمأنت على مكانتها لتخفض الإيقاع، أما الدفاع الحسني الجديدي، الفريق الخارج من منافسة قارية أمام الأهلي المصري، فأبى إلا أن يلعب دور "الحكم" في آخر الجولات بمواجهته لفرق المقدمة والمؤخرة، ونتائج مبارياته ستؤثر بشكل كبير على من سيتوج بطلاً للدوري أو من سيغادره إلى قسم "المظاليم". الإطار الوطني عبد القادر يومير شرح الجولة الثامنة والعشرون من البطولة الوطنية لفقرة "حصيلة البطولة في عيون هسبريس الرياضية"، مؤكداً أن أول المغادرين ستكون "خفافيش" فاس، ولمح إلى أن الفائز في صدام الرجاء البيضاوي والمغرب التطواني في الجولة المقبلة سيكون الأجدر بكسب الدوري. مدرب الجولة: دهاء "البنزرتي" أعاد حلم العالمية للرجاء اعتبر عبد القادر يومير، فوزي البنزرتي مدرب الرجاء البيضاوي، أحسن مدرب لهذه الدورة، مرجعاً ذلك لنجاحه في اقتناص ثلاث نقاط ثمينة من عقر دار المغرب الفاسي الذي ينافس من أجل تفادي النزول إلى القسم الوطني الثاني هذا الموسم، مضيفاً أن البنزرتي تعامل بشكل ممتاز مع معطيات اللقاء، خصوصاً بعد طرد فيفيان مابيدي بعد ثمانية دقائق فقط على بداية اللقاء، وهو الشيء الذي دفعه للتنويع في طرق اللعب بين الضغط على دفاعات "الماص" وملأ خط الوسط، ثم تقوية الدفاع والاعتماد على الهجمات المرتدة. لاعب الجولة: نَسر الراقي "حَلّق" وقِرش البحراوي "تألَّق" عصام الراقي، ورغم عودته حديثا من الإصابة، إلا أنه قدم مباراة جيدة مع الرجاء بفاس وعمل على تقوية خط وسط فريقه المنقوص، بعد طرد زميله "جوكر" الرجاء، فيفيان مابيدي. تحركاته وتكسيره لهجمات "الماص" جعلاه رجل الجولة بامتياز، إلى جانب ابراهيم البحراوي، مهاجم أولمبيك آسفي، الذي انتفض من حيث الأداء، مسجلاً هدفاً غالياً لفريقه في آخر دقائق مباراة "الكاك"، علماً أن قدماه لم تطآ المستطيل الأخضر إلا 8 دقائق فقط على نهاية اللقاء. قراءة في صراع "الانعتاق" بعد ترشيحه الوداد الفاسي ليكون أول المغادرين إلى القسم الوطني الثاني هذا الموسم، توقع يومير أن يكون إما جمعية سلا أو المغرب الفاسي مرافقاً "للواف" إلى القسم الثاني، بحكم توفر أولمبيك خريبكة على مباراة مؤجلة وقدرته على تحقيق نتائج إيجابية في الجولتين المتبقيتين، بعد استفاقته الأخيرة، شأنه في ذلك شأن أولمبيك آسفي الذي يحتاج لفوز وحيد أو تعادلين، أو تعثر أحد المطاردين لضمان البقاء في القسم الأول. ظواهر الجولة الثامنة والعشرون أشاد عبد القادر يومير بالحضور الجماهيري المكثف لعشاق الأندية الوطنية والدعم الكبير الذي باتت تقدمه للاعبين، سواء المنافسين على اللقب أو المصارعين على البقاء ضمن أندية الصفوة، مؤكداً أن رواد الملاعب الوطنية بدأوا شيئاً فشيئاً يرتقون في تفكيرهم وينفتحون على جماهير الأندية المنافسة في جو من التآخي والروح الرياضية. بالمقابل، عبر الإطار الوطني عن امتعاضه من التصرف "غير الاحترافي" للاعبين عبد الهادي حلحول من "الماص" وفيفيان مابيدي من الرجاء، وطرد هذا الأخير الذي كاد أن يكلف "النسور" غالياً بفقدان حظوظهم في الاحتفاظ باللقب وبلوغ "مونديال الأندية" للمرة الثانية على التوالي، مشيراً في الوقت نفسه إلى استغرابه من قرار الحكم الذي طرد لاعب إفريقيا الوسطى دون حلحول.