أَعَادَ المكتبان المسيران لفريقي الرجاء والوداد البيضاويين، إلى الواجهة، الاتفاقية المبرمة بين الطرفين، خلال شتنبر من سنة 2014، بعد أن شهدت الأخيرة فترة "جمود" ولم تفعِّل المضامين التي جاءت بها، خلال السنوات الأربع الأخيرة، حيث التقى جواد الزيات وسعيد الناصيري، رئيسا الناديين، الجمعة الماضي، من أجل تدارس سبل إعادة إحياء "الشراكة" بين قطبي كرة القدم "البيضاوية" والمغربية. ويَأتي اجتماع رئيسي الرجاء والوداد، الأخير، الذي حضره أيضا أعضاء من المكتبين المسيرين، في جو يُخيِّم عليه التكتُّم من قبل الناديين، إذ لم تتم الإشارة إليه في خلاصات الاجتماع الأسبوعي للمكتب المديري للنادي "الأخضر"، المنعقد صبيحة السبت الماضي، كما أن النادي "الأحمر" لم يتطرَّق للموضوع عبر موقعه الرسمي، مما يثير علامات الاستفهام لدى أوساط "الغريمين". تساؤلات، طرحتها أيضا حركة "الضمير الأخضر" المساندة لفريق الرجاء، مشيرة إلى أهمية هذا الاجتماع الذي وصفته ب"الإستراتيجي"، ومنبهة في الآن ذاته، إلى أن الأخير لم يجمع الزيات بسعيد الناصيري، رئيسا للوداد، فحسب، وإنما برئيس العصبة الاحترافية المغربية لكرة القدم، أيضا، الأخيرة "التي وضعت العشرات من المطبات في طريق الرجاء، بواسطة البرمجة والتحكيم والمؤامرات العديدة على صفقات اللاعبين التي كان يشتغل عليها الرجاء"، تضيف الجمعية "الرجاوية" في بلاغ لها. ويُتابع البلاغ نفسه، بالتساؤل "لماذا مذكرة تفاهم جديدة في هذا الوقت بالذات؟ هذا الوقت الذي بدأ الرجاء يتصالح فيه مع ذاته ومع مكوناته.. هذا الوقت الذي بدأت فيه بعض مشاكل الرجاء تجد طريقها للحل بدعم من جماهيره المليونية التي أكيد تعارض أي تقارب مع من يعتبر أن فشلنا هو أحد اختياراته الإستراتيجية"، معتبرا أن "هذه الخطوة يمكن أن تكون عامل تفرقة لجبهة الرجاء أكثر منها عامل لم شمل الأسرة الرجاوية". وكان ناديا الرجاء والوداد البيضاويين، ممثلين برئيسيهما محمد بودريقة وسعيد الناصيري، قد وقعا "مذكرة تفاهم"، مساء 26 شتنبر2014، في أحد فنادق مدينة الدارالبيضاء، وذلك بحضور شخصيات رياضية وسياسية واقتصادية، على رأسهم محمد أوزين، وزير الشباب والرياضة، حينها، وفوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم. مذكرة التفاهم هذه، اعتبرت آنذاك، الأولى من نوعها في تاريخ كرة القدم الوطنية، إذ بموجبها، يقف الناديان صفا واحدا ضد كل أشكال الشغب ويعملان على نشر ثقافة الروح الرياضية، كما اتفقا على إنشاء هيكل موحد لتنفيذ هذا التعاون. تَنظيم حملات للترويج للجانب التربوي لكرة القدم، البحث المشترك عن مصادر تمويل جديدة وخلق "مؤسسة الوداد الرجاء للأعمال الاجتماعية"، من بين النقط التي تضمنتها الاتفاقية المبرمة، كما شملت مذكرة التفاهم تتناول تنفيذ الترافع المشترك لدى السلطات والهيئات ذات الصلة، لقيادة مشتركة لترقية المرافق الرياضية في الدارالبيضاء، وكذا خلق مراكز مشتركة لتكوين الشباب في مجال كرة القدم.