رغم الهزيمة أمام المنتخب الفرنسي في باريس ، والتي وضعت الفريق على حافة الهبوط من القسم الأول إلى الثاني ببطولة دوري أمم أوروبا ، كانت المباراة بمثابة نقطة تحول في مسيرة المنتخب الألماني لكرة القدم. وخسر المنتخب الألماني (مانشافت) أمام مضيفه الفرنسي 1 / 2 مساء أمس الثلاثاء في الجولة الرابعة من مباريات المجموعة الأولى بالدور الأول لدوري أمم أوروبا. ومني المانشافت بالهزيمة السادسة له في 2018 وهو سجل سيئ للغاية بالنسبة للفريق الذي كان مرشحا بقوة للدفاع عن لقبه العالمي في بطولة كأس العالم 2018 بروسيا. وسقط المانشافت مبكرا في رحلة الدفاع عن لقبه العالمي وخرج من الدور الأول للبطولة ثم واصل ترنحه خلال مشاركته في النسخة الأولى من دوري أمم أوروبا. ورغم هذا ، شهدت مباراة الأمس مؤشرات طال انتظارها تتعلق بإجراء يواخيم لوف المدير الفني للفريق بعض التغييرات من أجل إعادة الحياة للفريق. وأصبح المانشافت على وشك الهبوط للقسم الثاني بالبطولة ولكن مباراة الأمس يمكن أن تصبح نقطة تحول في مسيرة الفريق ومحاولات استعادة بريقه. وذكرت صحيفة "بيلد" الألمانية في عنوانها اليوم الأربعاء : "أفضل هزيمة في العام" فيما وصفت صحيفة "فرانكفورتر ألجمينه تسايتونج" الهزيمة أمام منتخب فرنسا بأنها "خطوة للأمام". وتردد لوف في إجراء تغيير شامل بالفريق بعد كارثة الخروج المبكر من المونديال الروسي. ولم تكن لدى لوف الشجاعة الكافية لإجراء هذه التغييرات بعد التعادل السلبي أمام نظيره الفرنسي ذهابا والهزيمة الثقيلة صفر / 3 أمام المنتخب الهولندي في دوري أمم أوروبا. وفي ظل المخاطر التي أحاطت بمستقبله مع الفريق ، تخلى لوف عن الحذر وأجرى بعض التغييرات في مباراة الأمس حيث دفع باللاعبين الشبان تيلو كيهرر ونكو شولز وسيرج نابري في التشكيلة الأساسية للفريق خلال مباراة الأمس التي خاضها بطريقة اللعب 3 / 4 / 3 . وقدم المانشافت عرضا جيدا في الشوط الأول وترجمه توني كروس إلى هدف التقدم من ركلة جزاء كما صنع الفريق عدة فرص خطيرة أمام منافس رائع. وقال لوف : "لا يمكننا أن نشعر بخيبة الأمل في ظل الأداء الذي قدمناه في هذه المباراة... كنا ندا قويا للمنتخب الفرنسي بطل العالم وظهرنا بنفس المستوى... لدي الكثير من التفاؤل بشأن المستقبل بناء على ما شاهدته في هذه المباراة". وقلب المهاجم الفرنسي أنطوان جريزمان المباراة لصالح فريقه في الشوط الثاني من خلال هدفين احرز أولهما بضربة رأس والثاني بركلة جزاء. وذكر مانويل نيوير حارس مرمى وقائد المانشافت : "رأيتم الجهد المبذول من الفريق في هذه المباراة. ولكننا لم نعزز تقدمنا بهدف ثان... لوف والفريق لديهم خطة واضحة والتزم بها الجميع في هذه المباراة. النتيجة لا تعكس سير المباراة". ويبدو أن مجلة "كيكر" الألمانية الرياضية تتسم بنفس نظرة التفاؤل التي يتحلى بها لوف حيث ذكرت ، في تعليقها على المباراة ، : "بارقة أمل في مستقبل أفضل" ولكنها أوضحت أن الأمر يتوقف على التزام لوف بثورة التغيير بدأها أخيرا. ولم يتردد مسؤولو الاتحاد الألماني لكرة القدم في إبداء مساندتهم للوف بعد كبوة المونديال الروسي ولكنهم أكدوا أن الحد الأدنى لأهداف الفريق هو تجنب الهبوط للقسم الثاني بدوري أمم أوروبا. وأصبح هذا الهدف في مهب الريح بعد المباريات الثلاث التي خاضها الفريق في مجموعته بالبطولة حيث تتبقى له مباراة واحدة فقط أمام نظيره الهولندي الشهر المقبل. ويخوض المانشافت مباراة ودية أمام المنتخب الروسي في 15 تشرين ثان/نوفمبر المقبل لكنه سيهبط رسميا إلى القسم الثاني بالبطولة إذا تغلب المنتخب الهولندي على نظيره الفرنسي في اليوم التالي. وحتى إذا انتهت مباراة المنتخبين الهولندي والفرنسي بالتعادل ، سيكون المانشافت في وضع حرج للغاية حيث يحتاج للفوز بأربعة أهداف في المباراة الأخيرة له أمام المنتخب الهولندي في 19 من الشهر نفسه. وقال راينهارد جريندل رئيس الاتحاد الألماني إن أداء الفريق في مباراة الأمس "يمنحنا الثقة في المستقبل. ويمكن البناء على هذا". وأضاف أوليفر بيرهوف مدير الفريق : "مؤشر مهم وجيد". ولكن دعم وتأييد مدربي كرة القدم نادرا ما يستمر ومن الممكن أن يتغير سريعا بناء على الظروف والأحداث. وقد يواجه لوف العديد من الانتقادات الحادة والمطالبات برحيله حال قدم المانشافت عرضا متواضعا أمام روسيا أو فشل في الاستمرار بالقسم الأول لدوري أمم أوروبا. وقال بيرهوف : "عند تقييم مدرب ، لا تبدأ من النتائج فقط... قبل أي شيء ، عليك أن ترى التطوير". وبعد 12 عاما من العمل كمدير فني للفريق ، ثارت بعض الشكوك حول قدرة لوف على تقديم هذا التطوير.