لن يختلف اثنان على أن مباراة المنتخب المغربي لكرة القدم أمام نظيره "جزر القمر"، قد فتحت نقاشا كبيرا بعد نهاية المواجهتين المزدوجتين، ذهابا بمدينة الدارالبيضاء، مساء السبت الماضي، وإيابا بالعاصمة "موروني"، لحساب الجولتين الثالثة والرابعة من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2019، ووضعت الرأي العام الكروي الوطني أمام عديد علامات الاستفهام حول واقع ومستقبل "الأسود" على ضوء أول اختبار حقيقي بعد "مونديال 2018" في روسيا. عبد القادر يومير: نهاية جيل!.. يجب التفكير في نواة منتخب 2022 "في قراءتي التقنية لمباراة المنتخب المغربي اليوم أمام جزر القمر، أرى أنها تأتي في نفس سياق مباراة الذهاب التي أجريت قبل ثلاثة أيام في المغرب. لا يمكنك إحداث تغييرات خططية وتقنية، أكثر ما يمكن إجراء تغييرات على المستوى البشري، وهو ما حصل، إذ حاول المدرب إجراء تعديلات على مستوى خط الدفاع والوسط، من أجل منح انتعاشة للفريق الوطني كما أنه حاول اللعب على عامل مفاجئة الخصم بتشكيلة مغاير للمباراة السابقة، حيث كان يستحق القمريون نتيجة أفضل من التعادل"، يقول عبد القادر يومير، الإطار الوطني السابق، في تحليله التقني لمباراة اليوم. ويضيف في تصريح خص به "هسبورت"، بالقول "إذا أخدنا لاعبين على غرار بوصوفة، الأحمدي، درار، بلهندة، أمرابط وبنعطية.. فإن هؤلاء بلغوا دروة طموحهم الكروي الدولي بخوضهم للمونديال، كما هو أيضا الشأن بالنسبة للناخب الوطني هيرفي رونار وجامعة الكرة التي وفرت جميع الظروف للنجاح في هذه التظاهرة الكروية الكبرى"، مردفا "بعد كأس العالم، من المفترض أن نكون قد وصلنا إلى نقطة نهاية جيل بأكمله داخل المنتخب الوطني، والدليل على ذلك، ما تلاه في مسيرة جلهم الاحترافية، إذ أن أكثرهم تراجع مستواه". ونبه المتحدث ذاته إلى أن المرحلة كانت تستوجب جلسة تقييمية بين كل المتداخلين في الحقل الكروي، من أجل وضع استراتيجية العمل على المدى البعيد، ليس فقط في النظرة إلى "كان" 2019 وإنما على مدى تكوين نواة منتخب لمونديال 2022 في قطر، مشددا على ضرورة عمل جرد للاعبين الذين يشكلون دعامة "الأسود" حاليا، لكن مستواهم تقاعس بعد احترافهم في الدوريات الخليجية، يضيف الإطار الوطني. وأضاف يومير، قائلا "لا مجال للعاطفة في اختيار اللاعبين، والمثال في الثورة التي أحدثها الناخب الفرنسي ديدييه ديشامب في منظومة الديكة خلال فترة ما، عندما استبعد نجوم على غرار نصري، بنعرفة"، مردفا "على الناخب الوطني أن يكون جريئا في التعاطي مع هذا الأمر وكتابة التاريخ بجيل جديد، فلا مجال الآن للمقارنة بين نور الدين أمرابط الذي يبحث عن مقارعة نجوم "البريميرليغ" ولاعب النصر السعودي الحالي الذي يعتبر نجما فوق العادة في دوري المحترفين، على سبيل الذكر ليس الحصر". ودعا عبد القادر يومير، الناخب الوطني هيرفي رونار والجامعة الوصية، إلى ضرورة الجلوس على الطاولة، لكي يعيد ترتيب أوراق اختياراته البشرية، قائلا في هذا الصدد "لدينا قاعدة من أزيد من ستين لاعبا شابا في مختلف الدوريات الأوروبية، بإمكانها تطعيم المنتخب الأول، في إطار وضع لبنة منتخب تتشكل أعمدته من أشرف حكيمي، نايف أكرد، أشرف داري، أمين حارث وآخرين، دون أن ننسى الواعدين في الدوري المحلي على غرار محمد أوناجم في حال عاد لمستواه المعهود أو عبد الإله الحافيظي"، مردفا "المنتخبات تتجدد ولك العبرة بواقع حال المنتخب الألماني الذي لم يجدد جلده فواجه واقعا غير مألوف". سفيان الراشيدي: رونار أمام ضرورة إعادة ترتيب البيت الداخلي ل"الأسود" سفيان الراشيدي، معلق تلفزيوني ومتتبع مقرب للمنتخب الوطني، وضع بدوره أصبعه على مكامن الداء، حيث أكد على أن المنتخب الوطني مطالب بإيجاد توليفة قادرة على قيادته من أجل هدف إحراز كأس أمم إفريقيا 2019، الذي غاب عن خزانة الكرة الوطنية لعقود خلت. وتابع المتحدث نفسه، في تواصل مع الجريدة، قائلا "تقنيا، صعب أن تحكم على ظهور المنتخب الوطني في الظروف التي جرت فيها مواجهة منتخب جزر القمر اليوم، حيث خاضت العناصر الوطنية مباراة على أرضية ذات عشب اصطناعي في العاصمة موروني"، مردفا "لكن، اتضح من خلال مجمل المباراتين، أن الناخب الوطني هيرفي رونار أمام ضرورة إعادة ترتيب البيت الداخلي للمنتخب الوطني، حيث أننا أمام جيل على مشارف الاعتزال، كما هو الأمر بالنسبة للاعبين أمثال امبارك بوصوفة ونبيل درار، لم يعد لهم مكان في المنتخب". وأضاف الراشيدي، قائلا "الفترة الانتقالية بين المخضرمين والشباب، تحتاج لبعض الوقت، حيث هناك عينة مهمة من اللاعبين أقل من 23 سنة، سنراهم خلال تصفيات الألعاب الأولمبية. هذه المرحلة ستكون حساسة وقد يدفع ضريبتها المدرب، إذا ما سارت النتائج في المنحى السلبي، لكنها شر لا بد منه، حيث أضحى من اللازم تطعيم المنتخب بلاعبين شباب وترك بعض عناصر الخبرة القادرة على الحفاظ على السير العادي للمنتخب". هذا وقال الواصف الرياضي، إن مباراة "جزر القمر" أرجعت "الأسود" إلى الواقع القاري، في انتظار ترتيب الأوراق والتفكير في نهائيات "كان 2019"، الأخيرة التي اعتبر الراشيدي التأهل إليها عاديا، مقارنة بالإنجاز التاريخي ببلوغ "مونديال 2018"، مشددا في الآن ذاته على عدم الالتفات للوراء والعيش على "وهم" المشاركة في العرس الكروي العالمي. وختم المتحدث ذاته، قائلا "اليوم، وجب التفكير في البحث عن ألقاب وتشكيل منتخب وطني يراهن على بلوغ الدور الثاني في مونديال قطر 2022 وليس العيش على وهم المنافسة على بلوغ دور ربع نهائي كان الكاميرون 2019، على سبيل المثال"، مردفا "صعب إعادة بناء منتخب قادر على الظفر باللقب القاري، لكن ذلك ينطلق من عودة الثقة ووعي البيت الداخلي بالمسؤولية، تلطيف الأجواء، كما الإجابة عن تساؤلات على غرار سبب غياب بنعطية وعلاقة المدرب ببعض اللاعبين..إلخ".