عَاد فريق الرجاء البيضاوي بانتصار ثمين من قلب مدينة "أبا" النيجيرية، أمام مضيفه إنييمبا النيجيري، في المباراة التي جمعتهما، أمس الأربعاء، لحساب ذهاب دور نصف نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، حيث ظهر سفراء كرة القدم المغربية بصورة جيّدة، عبّدت الطريق أمامهم نحو بلوغ المباراة النهائية، في انتظار الإياب في مدينة الدارالبيضاء. فِي قراءة تقنية للمؤدى العام للمجموعة "الرجاوية" في المباراة، هكذا كان ظهور عناصر التشكيلة الأساسية للمدرب الإسباني خوان كارلوس غاريدو: أنس الزنيتي هُوَ حامي العرين ومصدر الثّقة داخل التشكيلة "الرجاوية"، حيث كانت جل تدخّلاته ناجحة، قراءة جيّدة لمسار الكرة ورزانة في التصديات، رغم بعض الهفوات الدفاعية التي تركت الحارس أمام امتحان التسديد من خارج مربع العمليات أو غياب التغطية الذي استوجب تدخّله في دور "ليبيرو" من أجل قطع الكرات، دون أن ننسى شخصية القائد الموجّه للاعبيه، بخبرته القارية الكبيرة التي راكمها. بدر بانون تَحمّل "الكابيتانو" إصابة تعرّض لها مع انطلاقة المباراةً، لكي يحافظ على الاستقرار والتوازن الدفاعي لخطة المدرب، حيث شكل إلى جانب الليبي سند الورفلي وعبد الرحيم الشاكير، ثلاثي المحور الدفاعي، مستغلا طول قامته في الكرات العالية، فضلا عن إيجاده اللعب بالرجل، في الوقت الذي كانت الكرة تخرج من الشق الدفاعي بتمريرات قصيرة. رغم بعض الهفوات في التغطية الثنائية مع مهاجمي إنييمبا، الهجومية الذي يترك فراغا في مركزه مدافعا أوسط، بالإضافة إلى تضييعه لفرصة سانحة للتسجيل، إلا أن بانون أثبت أنه من الركائز الضرورية في منظومة الرجاء، خاصة في طريقة إبعاد الكرة من المناطق الخلفية والهدوء الذي يبعثه لزملائه على أرضية الميدان. عبد الرحيم الشاكير "البوماضا الصفرا" كما يطلق عليه أنصار الرجاء، نظرا إلى الدور التكتيكي المهم الذي يلعبه داخل رقعة الميدان، إذ ارتأى غاريدو إلا أن يضعه في قالب ال 2/3/5 الدفاعي، إلى جانب بانون والورفلي، حتى أنه كان من يتحمّل الضغط في العمق الدفاعي، في الوقت الذي يخطئ فيه أحد المحوريين أو تأتي الخطورة من الجهة اليسرى حيث عبد الجليل اجبيرة. سند الورفلي كَان محظوظا بالوجود إلى جانب بانون والورفلي، إذ ظهر اللاعب الدولي الليبي بمستوى متوسّط، مرتكبا لبعض الأخطاء التي جاءت منها الخطورة النيجيرية، على غرار ضربة الجزء التي أعلنها حكم المباراة التونسي، بداعي اعتراض مدافع الرجاء للكرة باليد، الأخيرة التي ضاعت لحسن حظ الفريق المغربي. عمر بوطيب عَلى نفس نسق بداية الموسم، ظهر عمر بوطيب أمام إنييمبا، حيث تقيّد كثيرا بالأدوار الدفاعية في معظم فترات المباراة ولم تأت الخطورة بشكل كبير من الجهة اليسرى التي كان يشغلها بإحكام، حتى لما تعلق الأمر باستباق الكرة، ظل اللاعب يبحث عن التفوّق في النزالات الثنائية وإخراج الكرة من منطقة الخطر، بتمريرات طويلة أو عبر خط وسط الميدان إذا اقتضى الحال. عبد الجليل اجبيرة ظهر بمستوى متوسّط، إذا استثنينا الجولة الأولى التي شكّل فيها اللاعب عبئًا سلبيا على دفاع الرجاء، حين توالت أخطاؤه المؤثّرة من الجهة اليسرى، أحدها حمل عرضية خطيرة أبعدها الشاكير وأخرى تأتّت منها ضربة خطأ ثابتة على مقربة من مربع العمليات. سُرعان ما تدارك اجبيرة الوضع وتحسّن مستواه خلال الجولة الثانية، بعد توجيهات الطاقم التقني ومساندة زملائه في الفريق حيث انصهر في الأداء الدفاعي القوي، خلال الظرفية الحساسة التي تلت هدف عبد الإله الحافيظي. ليما مابيدي غَاب لفترة طويلة لاختيارات المدرب غاريدو، ليزج به الأخير في مباراة اليوم، حيث كان الورقة الرابحة بمعية زميله ابراهيما نياسي، من أجل خلق التوازن الدفاعي في خط وسط الميدان، إذ امتص الدولي الكونغولي حماس النيجيريين منذ بداية المباراة، كما أربك حضوره حسابات مدرب إنييمبا، الذي كان يترقّب دخول صلاح الدين الباهي لاعبا رسميا، على غرار مباريات الرجاء منذ بداية الموسم. ابراهيما نياسي جُندي الخفاء الذي يبذل مجهودات كبيرة داخل رقعة الميدان، حيث تمر جل الكرات عبره، كما أنه يكون سندا في غالب الفترات للظهير عبد الجليل اجبيرة، بالإضافة إلى الزيادة الهجومية التي يمنحها في المرتدات "الرجاوية"، حيث تخونه سرعته في التحرّك واتّخاذ القرار، مما يفوّت على الفريق استثمار بعض الحملات التي قد تتحوّل إلى أهداف. عبد الإله الحافيظي لَيس من المفاجئ أن يكون ضمن لائحة المنتخب الوطني المغربي، لأنه أثبت مجدّدا أحقيته ليكون أحد أفضل "صانعي الألعاب" من المحترفين المغاربة، حيث يشكل "الدينامو" المحرّك للفريق وضابط الإيقاع، كما أن لمسته السحرية للكرة تُحدث الفارق، وهو ما ترجمه هدفه مع مطلع الجولة الثانية، بتسديدته المركّزة التي سلكت طريقها بين رجلي حارس المرمى. زكرياء حدراف لَم يبخل زكرياء حدراف ببذل جهود كبيرة خلال مباراة اليوم، إذ كانت سرعته فارقة وخلق مشاكل كبيرة للدفاع النيجيري بتحرّكاته، ناور وسدّد، كما أنه أدى أدواره الدفاعية بالشكل المطلوب، في مباراة كانت تحتاج لخبرة اللاعب ومهارته. سفيان رحيمي قَدّم أداء مستسحنا رغم الرقابة الدفاعية التي طبّقت عليه، حيث كان يظهر بين الفينة والأخرى في محاولة منه لخلق الفارق هجوميا، إلا أنه لم يستفد من كرات عديدة، في مواجهة تركّزت على الانضباط التكتيكي أكثر منه على بناء محاولات هجومية، خاصة في الجولة الأولى. رحيمي، قبل ترك مكانه لمحسن ياجور، كان في إمكانه الاستفادة من المحاولات المتكرّرة التي سنحت للرجاء في الجولة الثانية، إلا أن التسرّع وسوء تدبيرها، فوّت على الرجاء فرصة تسجيل أهداف أخرى أمام اندفاع "أصحاب الأرض" لتسجيل هدف التعادل.