يبدو أن فالفيردي دخل فعلياً في مرحلة جدل الاستمرار مع برشلونة، ويبدو أنّه فشل في الاستفادة من تجارب إنريكي ومارتينو وغوارديولا فوضع نفسه في ورطة قد لا يخرج منها بسهولة ليسلم نفسه ك"كبش فداء" أمام الجماهير الغاضبة. كلّ الأمور كانت مثالية في برشلونة مع بداية الموسم وإغلاق سوق الانتقالات، وذلك في ظلّ تدعيم الصفوف بلاعبين مؤثرين والحفاظ على نجوم الفريق باستثناء خروج ييري مينا المثير للاستغراب. فوز أول على ألافيس بالثلاثة وآخر صعب من أرض بلد الوليد 1-0 قبل أن تأتي الثمانية أمام ويسكا 8 - 2 لتمنح فالفيردي ابتسامة عريضة لم تدم طويلاً. إذ إنّ المدرب الملقب بال"النملة" بدأ يخرج عن المألوف فنجا بأعجوبة من مطب ريال سوسييداد 2-1 بعد ترك كوتينيو على الدكة، وأنقذته نتيجته أمام آيندهوفن 4-0 من التساؤل عن الأداء، ومن ثمّ تسببت خياراته الخاطئة في "المداورة" بتعادلين مع جيرونا 2-2 وأتلتيك بيلباو 1-1 تخللهما هزيمة من ليغانيس 2-1. وأثار فالفيردي الاستغراب بشجاعته أو تهوره بمعنى أصح عندما قرّر عدم البدء بليونيل ميسي أمام بيلباو القوي بعد أن فعل الأمر ذاته مع سواريز أمام ليغانيس ومع أن تصريحات سواريز وميسي لم تكن بتلك الحدة مع مدرب برشلونة لكن من يعرف طباع الصديقين الحميمين يدرك عدم تقبلهما لفكرة الجلوس على الدكة إلا بطلب منهما فقط. وقال سواريز بعد لقاء برشلونة وبيلباو: "يجب أن نسجل وننتصر حتى في غياب ميسي"، وردّ الأخير: "ما قاله سواريز صحيح، نحن برشلونة ولا يجب أن نتائث بلاعب واحد". من سوء حظ فالفيردي أنّ المباريات التي كان يجب أن تكون مضمونة ومبررة لاحتمالات الوقوع في الشهر المقبل أتت بنتائج غير متوقعة ليضع نفسه في موقف لا يحسد عليه قبل أكتوبر "الطاحن". وسيحلّ برشلونة ضيفاً على توتنهام الأربعاء في دوري الأبطال ومن ثم فالنسيا، ويستقبل إشبيلية في الليغا قبل أن يستضيف إنتر في الأبطال ومن ثم ريال مدريد في الدوري الإسباني. وهدأت الأصوات قليلاً في برشلونة عقب سقوط ريال مدريد المزامن لكبوات برشلونة لكن جدول مباريات الغريم التقليدي قد يجعله متصدراً قبل الكلاسيكو المنتظر في أواخر الشهر المقبل.