وصل إلى روسيا كرمز للمنتخب الانجليزي ومهاجم مطلوب من كبرى الفرق، ورغم تجديده مع ناديه توتنهام قبل المونديال للتركيز في البطولة، لكن "الأسد" هاري كين سيرحل عن كأس العالم بدون نجمة البطل، إلا أنه في الوقت نفسه يعد الاقرب للفوز بالحذاء الذهبي لهداف البطولة. ودللت هزيمة منتخب "الأسود الثلاثة" في نصف النهائي أمام كرواتيا بهدف في الوقت الاضافي (2-1) للهداف المخضرم ماريو ماندوزكيتش صاحب التجارب المتراكمة في البوندسليغا والليغا والسيري آ، على أن مستوى كين انحدر من الاعلى للاسفل خلال المونديال. فلم يساهم أمام كرواتيا سوى بتسديدتين في 120 دقيقة من اللعب، ولم تكن أي واحدة منهما بين الثلاث خشبات. ووقع مرتين في مصيدة التسلل، كلتاهما في الشوط الاول، ولم يستقبل الكرة داخل منطقة الخصم سوى مرتين طوال المباراة. وشوهد فقط في فرصة واحدة في الشوط الاول، حين كانت تلعب انجلترا أفضل دقائقها بعد جول كيران ترابيه من ضربة ثابتة. وانتهت تمريرات رائعة بين ديلي الي وجيسي لينجارد بكرة بينية داخل المنطقة لكين، الذي تحرر من الرقابة وحاول وضع الكرة من اسفل جسد الحارس الكرواتي دانيل سوباسيتس. وتفوق الحارس البلقاني على نفسه في إبعاد الكرة، لتصل الكرة مجددا إلى كين الذي حاول مرى أخرى هز الشباك ولكنه لم يفلح بعدما تصدى لها الحارس الكرواتي بقدمه. كان من الممكن أن يصبح الهدف الثاني في حال عدم احتسابها تسلل. بعدها لم يظهر المهاجم كثيرا في المباراة، حاول البحث عن الكرة على الاطراف، وبخاصة على اليسار، ولكنه لم يتسلم سوى كرتين، وتلقى اربع تمريرات في منتصف الملعب، وقطع 13.9 كلم. وقال كين بعد الهزيمة "عملنا بقوة، قدمنا بطولة كبيرة، وكنا نريد المضي قدما، واعتقد إننا كان بوسعنا ذلك، ولكنها لم تكن ليلتنا. التفاصيل الصغيرة تحسم المباريات الكبيرة وهذا للاسف ما حدث لنا اليوم". وكان كين جزءا مهما من المنتخب الانجليزي الذي فاجأ الجميع في المونديال بصلابته وفاعليته ولعبه الجماعي. وانتشل مهاجم توتنهام "الاسود الثلاثة" من فخ التعادل أمام تونس ليخطف الفوز بالمباراة برأسية في الثواني الاخيرة. وأمام بنما الضعيفة، سجل ثلاثة أهداف من سداسية المنتخب الانجليزي ونفذ ركلة جزاء أمام كولومبيا في ثمن النهائي من تدخل من اللاعب الكولومبي كارلوس سانشيز. ومع وصول المباراة لركلات الترجيح بعد تعادل ياري مينا قبل صافرة النهاية، سجل المهاجم الانجليزي لفريقه وخرج الحارس جوردان بيكفورد بطلا للانجليز بعد التصدي لتسديدة كارلوس باكا. ومنذ مباراة كولومبيا لم يزر كين الشباك ففي ربع النهائي تكفل هاري ماجواير وديلي آلي بالتسجيل، وجاء هدف الانجليز في مرمى كرواتيا عن طريقه ترابييه بنصف النهائي. ومن دون نجمة البطل، سيعود كين على الاقل بلقب هداف البطولة بستة أهداف منها ثلاثة من ركلات جزاء إن لم تحدث مفاجأة ويسجل البلجيكي روميلو لوكاكو ثلاثية في مباراة المركز الثالث أو يزور أي من انطوان غريزمان أو كليان مبابي شباك كرواتيا برباعية، وهو أمر يبدو صعبا. ستخفف هذه الجائزة بعض الشيء من أحزان كين، قائد الفريق الذي أدخل انجلترا في حلم فاقت منه أمام كرواتيا في ملعب لوجنيكي.