فرض المنتخب الوطني المغربي شخصيته في المباراتين الإعداديتين أمام كل من أوكرانيا ثم سلوفاكيا على أرضية ملعب جنيف بسويسرا، مقدما إشارات واضحة عن عزمه الدفاع على كامل حظوظه في نهائيات كأس العالم المقبلة، وتفادي لعب دور "الكومبارس" رغم وجود منتخبات عملاقة في المجموعة الثانية، مثل إسبانيا والبرتغال وإيران. ونجح الناخب الوطني هيرفي رونار إلى حد بعيد في تحضير "أسود الأطلس"، خلال المرحلة الثانية من الإعداد بسويسرا، بعد المرحلة الأولى بالصخيرات، حيث اعتمد تداريب بدنية وتقنية وخاض لقاءين إعداديين، دفعا المدرب الفرنسي إلى استخلاص مجموعة من الملاحظات والتفاصيل التي تحتاج إلى تعديل أو "تكييف"، وذلك قبل دخول مرحلة الحسم في الخامس عشر من يونيو الجاري. تكتيك الأزمة! جرب هيرفي رونار خلال مواجهتي أوكرانياوسلوفاكيا مجموعة من الخطط التكتيكية المختلفة، متخذا بعين الاعتبار خصائص التركيبة البشرية التي يتوفر عليها، وكذا الطريقة الأنسب لمواجهة طرق لعب خصوم "أسود الأطلس" في المجموعة، إذ بالرغم من بسطه أسلوب (4-4-2) بشكل أكبر إلا أنه حاول تحضير نظام (3-5-2)، الذي قد يحتاجه الفريق الوطني في ظروف معينة. وكانت لهيرفي رونار نظرة خاصة للأروقة، في محاولة لتعويض أي غياب قد يصير مؤكدا لنبيل درار بداعي الإصابة، من خلال تجريب أشرف حكيمي ونور الدين أمرابط وسفيان أمرابط في الجهة اليمنى، ثم حمزة منديل وأشرف حكيمي في الجهة اليسرى. شخصية المنتخب نجح الفريق الوطني المغربي في فرض شخصيته في المباراتين معا، حيث نجح في السيطرة طولا وعرضا على كافة تفاصيل مواجهة أوكرانيا، لكن دون زيارة مرماه، في حين قدم عرضا جيدا، راق للجمهور المغربي خلال المباراة الثانية التي جمعته، أمس، بالمنتخب السلوفاكي، والتي فاز بها بهدفين مقابل هدف واحد. ورغم التصنيف الجيد للمنتخبين الأوروبيين (سلوفاكيا 29) و(أوكرانيا 30) مقابل (المغرب 42)، إلا أن الأخير تمكن من فرض أسلوب لعبه، وأكد قدرته على مواجهة مدارس كروية في المستوى الجيد، في انتظار رفع التحدي لمواجهة البرتغال، بطل أوروبا، وإسبانيا، البطل السابق لكأس العالم وصاحب الترسانة البشرية المميزة. رد الفعل تمكن لاعبو المنتخب المغربي من البصم على ردة فعل جيدة خلال مباراتهم أمام المنتخب السلوفاكي، أمس، حيث انتفض الفريق الوطني مباشرة بعد تلقي شباك الحارس ياسين بونو لهدف مباغت، إذ جاء الرد سريعا، عبر المهاجم أيوب الكعبي، الذي زار الشباك بعد أقل من 5 دقائق على دخوله "المستطيل الأخضر". واستمرت انتفاضة الفريق الوطني الكروية لتثمر هدفا ثانيا من أقدام يونس بلهندة، حيث ظهر الإصرار باديا على النخبة الوطنية من أجل تدارك النتيجة، وهي الخصلة التي سيحتاجها المنتخب خلال نهائيات كأس العالم، أمام منتخبات قادرة على استغلال أنصاف الفرص واقتناص التقدم في لمح البصر. ظهور المجموعة المؤثرة تشبث الناخب الوطني بنفس التشكيلة تقريبا خلال المباراتين الوديتين السابقتين، مع القيام بتغييرات مدروسة في أوقات معينة، وهي تفاصيل أبرزت إلى حد كبير المجموعة التي سيعتمد عليها رونار في مباريات "المونديال" وسط قائمة ال 23 لاعبا. وكسب كل من أمين حارث وأيوب الكعبي وحمزة منديل ومانويل دا كوستا نقاطا مهمة خلال الوديتين الأخيرتين، الشيء الذي منحهما حظوظا أكبر في المشاركة رفقة المنتخب في مباريات "المونديال" كبدلاء على الأقل، في حين تظل التشكيلة الأقرب للدخول هي على الشكل التالي: منير المحمدي، مهدي بنعطية، غانم سايس، أشرف حكيمي، حمزة منديل (نبيل درار)، يونس بلهندة، كريم الأحمدي، امبارك بوصوفة، حكيم زياش، نور الدين أمرابط وخالد بوطيب، في انتظار أي مستجد قد تأتي به المباراة الإعدادية الثالثة أمام منتخب إستونيا السبت المقبل.