أسبوعان فقط تفصلنا عن أكبر حدث رياضي على مستوى العالم، حيث تنطلق بطولة كأس العالم لكرة القدم بروسيا في 14 يونيو الجاري بمواجهة أصحاب الأرض أمام منتخب "الأخضر" السعودي. ولأول مرة في تاريخ المونديال يشارك العرب بأربعة منتخبات تسعى لترك بصمتها في العرس العالمي، وهي مصر و السعودية و المغرب و تونس. وتخوض مصر والسعودية المونديال في المجموعة الأولى بجانب روسيا وأوروغواي، فيما تلعب المغرب في المجموعة الثانية بجانب البرتغال وإسبانيا وإيران، أما تونس فتتشارك في المجموعة السابعة بجانب إنجلتراوبلجيكا وبنما. وتسعى كافة المنتخبات العربية إلى تحقيق إنجازات ونجاحات وإثبات الذات في البطولة العالمية المقبلة، والتأكيد على أن التأهل لم يكن وليد الصدفة. صلاح الدين بصير، نجم المنتخب المغربي في مونديال فرنسا 1998، وهداف فريق ديبورتيفو لاكورونيا الإسباني سابقًا، رشح بلاده ومصر، لبلوغ الدور الثاني من نهائيات كأس العالم في روسيا. وفي حوار مع الأناضول قال بصير: "إذا فاز المنتخب المغربي في مباراته الأولى أمام نظيره الإيراني، ستكون له حظوظ كبيرة من أجل المرور للدور التالي، كذلك المنتخب المصري، إذا تعامل بشكل جيد مع مباراة روسيا، فسيمر حتما للدور الثاني". واعتبر نجم الكرة المغربية منتخب روسيا "عاديًا جدًا" لكنه سيستفيد من عاملي الأرض والجمهور، إلّا أن مهمته أمام أوروغواي ستكون صعبة للغاية، بالنظر إلى توفر الأخير على عناصر قوية، خاصة على المستوى الهجومي. وأوضح أن المنتخب المصري، أفضل نسبيًا من نظيره السعودي، بحكم توفره على عناصر منسجمة ومتمرسة، خاصة اللاعبين المحترفين في الدوريات الأوروبية، عكس لاعبي المنتخب السعودي الذين يفتقدون للتنافسية". وأشار "منذ الموسم الماضي، والنجم المصري، محمد صلاح يقدم مستويات كبيرة جدًا، لقد فاز بعدد من الجوائز الفردية هذا الموسم، في إنجلترا، وتصدر ترتيب الهدافين، صلاح لاعب مجتهد وطموح وخلوق"، لافتًا إلى أنه يتوقع حصول النجم المصري على الكرة الذهبية هذا الموسم إذا تألق في المونديال. وحول "نسور قرطاج" قال بصير "تونس تمتلك منتخبًا جد محترم، ويمتاز بالسرعة والانسجام، لكنه غير محظوظ بعد أن فقد خدمات نجمه الأول، يوسف المساكني". معتبرًا أن مهمة تونس ستكون صعبة للغاية لأنه سيواجه منتخبين أوروبيين قويين، هما بلجيكاوإنجلترا". وعن قراءته لمجموعة منتخب بلاده أكد بصير أنها صعبة جدًا وهي من الأقوى في كل المجموعات، لأنها تضم منتخبي إسبانيا الغني عن التعريف، والبرتغال المتوّج ببطولة أمم أوروبا الأخيرة، وإيران أول المنتخبات المتأهلة لنهائيات كأس العالم". وحول حظوظ "أسود الأطلس" قال بصير: "حظوظ المغرب مرتبطة بالمباراة الأولى أمام إيران، فمن الممكن أن نتغلب عليه بحكم التجربة التي اكتسبها لاعبونا". وأشار إلى أن منتخب بلاده بدأ يلعب بثقة كبيرة وروح وقتالية عالية، إضافة إلى تنظيم تكتيكي عالي، وأن تحقيق 3 نقاط أمام إيران سيفتح له الباب من أجل مقارعة المنتخبين الإسباني والبرتغالي". وفي رده عن سؤال حول اللاعب المغربي الذي يتوقع تألقه، في نهائيات مونديال روسيا، رد بصير أن "هناك العديد من الأسماء، التي تألقت هذا الموسم، في مختلف الأندية الأوربية، وتألقت أيضًا مع المنتخب في المباريات الأخيرة، على رأسها العميد، المهدي بنعطية". وأضاف" شخصيًا أتوقع تألق نور الدين لمرابط، لأنه يلعب بطريقة اندفاعية وبروح قتالية عالية، ويمتاز بالسرعة واللياقة البدنية العالية، إضافة إلى أمين حارث، إذا منحت له الفرصة من المدرب، فسيقول كلمته في نهائيات كأس العالم، لأنه يمتاز بتقنيات فردية عالية جدا". هداف الهلال السعودي سابقًا عاد ليسرد للأناضول، مشاركة المنتخب المغربي التاريخية في مونديال فرنسا 1998، والتي عرفت سيناريو دراماتيكيًا لأسود الأطلس، بعد خروجه بطريقة غريبة، رغم انتصاره في مباراته الثالثة أمام اسكتلندا بثلاثة أهداف دون رد. بصير قال: "قبل أن نخوض نهائيات كأس العالم، خضنا مجموعة من المباريات وقدمنا فيها أداءً كبيرًا، على غرار تصفيات كأس إفريقيا، وتصفيات كأس العالم، وخضنا العديد من المباريات الودية الكبيرة في طريقنا للمونديال". وأوضح "حققنا نتائجًا إيجابية وسجلنا أهدافًا كثيرة، المغرب كان حاضرًا على المستويين التقني والتكتيكي، كما أننا كنا نلعب بقتالية عالية، وكنا نقدم كرة جميلة تلقى استحسان الجميع". وأردف "لقد حققنا الحلم الذي يتمناه أي لاعب كرة القدم، وهو المونديال، قدمنا مباريات كبيرة للغاية، لكن الحظ لم يكن في صالحنا، انتصرنا في المباراة الأخيرة على اسكتلندا بثلاثة أهداف نظيفة". وتابع " وفي الوقت الذي كنا نحتفل به بتأهلنا، تفاجأنا أن البرازيل خسرت أمام النرويج، بضربة جزاء في اللحظة الأخيرة، لقد كانت لحظة لا تنسى حقًا، الجميع كان مصدومًا للغاية، ولم يخفف عنا سوى الاستقبال الملكي الكبير الذي حظينا به في المغرب، واستقبال الجماهير المغربية". وشدد المتحدث ذاته على أهمية هذه المنافسة لأي لاعب كرة القدم، "إنها كأس العالم، أحسن وأكبر تظاهرة كروية في الكون، تلتقي فيها 32 بلدًا، والوصول للنهائيات له متعة خاصة بعد مرحلة إقصائيات شاقة". واختتم النجم المغربي بصير حديثه بالقول إن أي لاعب هاوٍ أو محترف يحلم بخوض المونديال، لأن "العالم كله يشاهدك ويتابعك، وفخر تمثيل بلدك في هذه المنافسة لا يقاس أبدًا ولا يمكن تصوره، والحمد لله أن جميع المشاركات المغربية في المونديال كانت مشرفة، منذ 1970 حتى 1998".