بَات الحكم الغامبي باكاري غاساما، فأل خير على الكرة المغربية، كيف لا وهو من شهد على ثلاثة إنجازات في ظرف لا يتعدى ثلاثة أشهر مع المنتخبات الوطنية وفريق الوداد الرياضي. أولى محطات غاساما الإيجابية في مسار المغرب انطلقت شهر نونبر الماضي، حيث عاش فرحة تأهّل "الأسود" إلى المونديال بعد قيادته لآخر مباراة عن المجموعة الثالثة من تصفيات كأس العالم، والفوز التاريخي بهدفين نظيفين من قلب ملعب "فيليكس هوفويت بوانيي"، في ظهور لم يعره الجميع اهتماما كبيرا. الإعلان عن اسم غاساما لقيادة إياب نهائي دوري أبطال إفريقيا بين الوداد والأهلي المصري، شكّل مشكلة للمصريين، حيث طالبوا بتغييره دون سبب وإبعاده عن المباراة النهائية، وفي المقابل، استبشر المغاربة خيرا بوجوده مرّة أخرى في مباراة تجمع فريقا مغربيا بخصم يحمل جنسية أخرى. بعد تتويج الفريق "الأحمر" باللقب القاري، شكّك البعض في نزاهة الحكم الغامبي وأكثروا من اللغط الإعلامي بحجج التحيّز للفريق المغربي، علما أن خبراء التحكيم أكدوا أن غاساما من بين أحسن حكام القارة "السمراء"، قدّم مباراة بأخطاء قليلة، وفوز الوداد بهذه البطولة مستحق ولا يحق للخصم الحديث عن التحكيم. "الشان" يعيد صافرة غاساما من جديد إلى المغرب، حيث اختارته الكونفدرالية الإفريقية لإدارة بعض مباريات كأس إفريقيا للمحليين التي اختتمت فعالياتها الأحد الماضي، لتقوده الصدف إلى قيادة النهائي الذي جمع بين "أسود البطولة" ونيجيريا، وآلت نتيجته برباعية نظيفة، وسط حضور جماهيري كبير في مدينة الدارالبيضاء، استغل الفرصة ونادى باسم الحكم الغامبي بطريقة طريفة. ارتباط "القاضي" الغامبي بأفراح الكرة الوطنية لم يقف عند هذا الحد، بل اختارته "كاف" لمهمة مواصلة "إسعاد" الجمهور المغربي وقيادة السوبر الإفريقي بين الوداد و"تي بي مازيمبي" الكونغولي الأسبوع المقبل، والذي سيحتضنه "دونور" بين بطل دوري أبطال إفريقيا وكأس الكونفدرالية الإفريقية.