منذ انطلاقتها في العام 2012، شكّلت دورة الألعاب للأندية العربية للسيدات منصة تنافس رياضيّ مهمة للعديد من اللاعبات العربيات، فهي إن جاز التعبير يمكن أن نطلق عليها لقب "أولمبياد المرأة العربي" نظراً لشمولية الطرح الرياضي الذي تخصصه، فهي تقدّم لجميع اللاعبات حزمة متكاملة من الخيارات الرياضية والفرص التنافسية ضمن ألعاب تتناسب وقدراتهن وخبراتهن في بيئة رياضية تحفّزن على خوض غمار التحديات. ندى عسكر النقبي، نائبة رئيس اللجنة المنظمة العليا لدورة الألعاب للأندية العربية للسيدات، ورئيسة اللجنة التنفيذية للدورة، تتحدث ل"هسبورت"، عن أهمية هذه الدورة التي ستنطلق بعد أيام في الشارقة ومدى مساهمتها في إزدهار الرياضة النسوية العربية، وتحقيق أحلام وتطلعات المرأة الرياضة العربية. - ما هي التحديات التي تواجهها رياضة المرأة العربية؟ في جميع ميادين الحياة عملت المرأة جاهدة للوصول إلى غايتها، فهي تتمتع بعزيمة وثقة كبيرة، والرياضة حجر أساس في حياة المرأة، إذ أنها تتمتع بقدرات جسدية وذهنية، تخوّلها لخوض غمار العديد من المنافسات التي يخوضها الرجل، فهي استطاعت تحقيق أرفع الألقاب على صعيد رياضات قتالية وجماعية ومهارية وغيرها، وهذا عامل مشترك مع بعض الفروقات في التركيبة الجسدية الفطرية بين الجنسين. في الحقيقة يمكننا القول إن رياضة المرأة العربية تعيش حالة من الازدهار في أيامنا الحالية، لكنها تحتاج إلى مزيد من الجهود والمتابعة، كونك إذا قارنت رياضة المرأة في الدول العربية بدول العالم ستكتشف وجود فروقات سواء على صعيد الحضور أو المشاركة والتمثيل أو غيرها من الاساسيات التي تسهم في الارتقاء بواقعها. وهذا أمر لا نستطيع أن نخفيه وهو واجب علينا أن نتحدث به كوننا نسعى إلى زيادة مشاركة اللاعبات العربيات في جميع المنافسات والبطولات التي تقام عربياً وعالمياً، وأن نسهم في تطوير مستوياتها الفنية. فضلاً عن حرصنا على تنظيم الدول العربية لمنافسات رياضية نسوية بشكل أوسع وأكثر شمولية، لهذا أدعو الجهات الحكومية العربية، من وزارات الرياضة والشباب والاتحادات الرياضية العربية المعنية بشكل عام لزيادة الاهتمام بشكل أكبر برياضة المرأة وتوفير كل ما يلزم لها من أجل مواصلة مشوارها في تمثيل بلادها وخوض المنافسات الرياضية. بالإضافة إلى عوامل مهمة تسهم في تعزيز حضور الرياضة النسوية عربياً، حيث تلعب التعبئة والحشد الجماهيري دوراً كبيراً ومهماً في الارتقاء برياضة المرأة العربية، كونك إذ جمعت قاعدة شعبية حول لعبة تخوضها النساء فإنك تسهم بلفت جميع الأنظار لها كما تعمل على تحفيز اللاعبات على زيادة مستويات أدائهم وتقديم كل ما يمتلكنه من خبرات ومواهب ذلك لأنهن تحت أنظار قاعدة جماهيرية من المشجعين الذين هم بمثابة العامل الأساسي والضروري لكل رياضيّ ورياضية. - حققت دورة الالعاب للأندية العربية للسيدات دوراً بارزاً، في إثراء الحركة الرياضية النسائية العربية، كيف كان ذلك؟ لقرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، رئيس مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة، الفضل الكبير، والدور المهم والبارز على صعيد الاهتمام بتوفير كل ما يلزم للارتقاء بواقع الرياضة النسوية على النطاقين المحلي والعربي، إذ وبفضل توجيهاتها الكريمة حرصنا على تنظيم دورة الألعاب للأندية العربية لتكون منصة حاضنة للاعبات العربيات، ومنطلقاً لأحلامهنّ وتطلعاتهنّ. ولأننا نؤمن أن من حق المرأة أن تتنافس في ميادين الرياضات المختلفة، كما في خضم معترك الحياة، مضينا في مؤسسة الشارقة لرياضية المرأة، لنترجم رؤية سموها في تعزيز واقع الرياضة النسوية في الإمارة من خلال العمل بجهد للارتقاء بمكانة دورة الألعاب عاماً بعد عام، للمساهمة في أن تصبح نقطة جذب استراتيجية الفرق النسوية من مختلف الدول العربية، ليتنافسوا في بيئة تتمتّع بأعلى المعايير العالمية المتبعة في البطولات الرياضية الكبرى بما يليق بطموحات المرأة وتطلعاتها. وخلال السنوات الماضية عكست الدورة مثالاً رفيع المستوى عن واقع الرياضة النسوية العربية، وجذبت الأنظار بشكل لافت نحو قدرات اللاعبات العربيات ضمن ميادين مختلف المنافسات، وتحقيق أرفع الإنجازات، على صعيد رياضات مهمة استطعن وعبر بوابة "عربية السيدات" أن ينتقلن بها إلى محافل رياضية عالمية، وقد اتاحت الدورة للاعباتالمشاركات خوض تجارب رياضية فريدة ومميزة لهنّ بما يسهم في تطوير قدراتهن وتنمية خبراتهن الفنية. وقد فتحت الدورة أمام اللاعبات العربيات الباب أمام تبادل الخبرات الرياضية مع نظيراتهن من دول شقيقة أخرى، حيث كانت اللاعبة منهن تنتظر دورها لتخوض مع منتخب بلادها غمار المنافسات، أما الآن فهي تستطيع التمثيل على مستوى ناديها. وهذا أمر وجّه أنظار المنتخبات العربية للاعبات الواعدات في جميع الفرق المشاركة بالدورة، ولدينا نماذج من بطلات استطعن تحقيق أرفع الانجازات على صعيد المنافسات المحلية والخارجية، كانت الدورة بالنسبة لهن بداية الانطلاق، وهذا أمر مهم ويشير بوضوح إلى مكانة هذا الحدث كمنطلق أسهم مساهمة فاعلة في وضع المرأة الرياضية العربية في مكانها الصحيح لتحقق لنفسها ولمجتمعها ووطنها أرفع الإنجازات جنباً إلى جنب مع بطلات عالميات. - تصنف النسخة الرابعة بأنها الأكبر من حيث عدد المشاركة، حديثنا أكثر عن هذا الجانب؟ استطاعت الدورة أن تحقق حضوراً عربياً لافتاً على صعيد المشاركات من قبل اللاعبات والفرق العربية المشاركة هنا على أرض الشارقة، وهذا ما يلفت الانتباه إلى أن الدورة تعتبر الأكبر من حيث عدد المشاركة، من لاعبات أو فرق أو الدول التي ستتنافس فيما بينها، حيث يشارك في النسخة الرابعة من الحدث هذا العام 16 دولة من أصل 22 دولة عربية، لتشكل بذلك التمثيل العربي الأكبر في دورة رياضية نسوية إقليمية. وفي الوقت ذاته ارتفع عدد الفرق المشاركة ليصل إلى 69 فريقاً مقارنة ب51 فريقاً شارك في دورة العام 2016، كما شهدنا زيادة ملحوظة في أعداد اللاعبات والأجهزة الإدارية، بعد أن ارتفعت من 586 لاعبة وإداري في دورة العام 2016، إلى أكثر من 1000 لاعبة وإداري في دورة العام 2018، ما يعكس مدى الانتشار والنجاح الذي حققته على مختلف الأصعدة سواء كانت التنظيمية أو التحضيرية أو الترويجية، للارتقاء بواقع الدورة، والوصول إلى مجالات أكثر رحابة على مستوى الرياضة النسوية، ما يشكل نجاحاً وإنجازاً آخر يضاف إلى قائمة الإنجازات التي حققتها دولة الإمارة خلال السنوات القليلة الماضية، للارتقاء بواقع المرأة في مختلف المجالات والميادين