تُعد كَأس الأمم الإفريقية للمنتخبات المحلية، فرصة مهمّة لتلميع صورة اللاعب المحلي ومنحه فرصة إبراز إمكانياته وقدراته على مستوى القارة السمراء، إذ طرحت فكرة إطلاق بطولة إفريقية تهم المنتخبات المحلية للمرّة الأولى على طاولة نقاش "الكاف"، خلال أحد اجتماعات أعضائه في جنوب إفريقيا سنة 2007، قبل أن تتم المصادقة عليها رسميا في يناير 2008، على أن يتم تنظيمها في كل بلد إفريقي وضع ملف ترشّحه، وذلك خلال كل سنتين. • أوّل نسخة في الكوت ديفوار 2009 اختارت الكونفدرالية الإفريقية بلاد "الفيلة" لاحتضان أوّل نسخة من البطولة الإفريقية للاعبين المحليين سنة 2009 التي تم تنظيمها في الفترة الممتدة ما بين فبراير ومارس، حيث فاز منتخب كونغو الديمقراطية بالبطولة الإفريقية على حساب المنتخب الغاني، فيما توّج لاعبه تريسور مبوتو بجائزة أفضل لاعب خلال تلك الدورة. انطلاقة مسابقة "الشان" عرفت غياب المنتخب الوطني المغربي للمحليين، الذي أقصي خلال التصفيات الإفريقية على يد المنتخب الليبي، بعدما فاز عليه ذهابا بنتيجة 3-1 وانهزم إيابا ب 3-0، ما جعله خارج النسخة الأولى من الكأس الإفريقية والتي عرفت مشاركة ثمانية منتخبات فقط موزّعة على مجموعتين. • "الكاف" تزيد عدد المنتخبات في نسخة السودان 2011 طرأت مجموعة من التغييرات على النسخة الثانية من "الشان" التي احتضنها السودان، إذ قرّرت الكونفدرالية الإفريقية زيادة عدد المنتخبات المشاركة في النهائيات من 8 إلى 16 موزعين على أربع مجموعات، فضلا عن تغيير موعد انطلاقها والذي حدّد بداية من شهر يناير إلى غاية شهر فبراير عكس النسخة الأولى، أما لقب البطولة فقد عاد إلى المنتخب التونسي بعدما فاز في المباراة النهائية على يد المنتخب الأنغولي، وتوّج لاعبه زهير الداودي بجائزة أفضل لاعب وهداف خلال تلك النسخة. للمرّة الثانية تغيب "الأسود" المحلية عن كأس الأمم الإفريقية، بعدما خرجت في التصفيات متأثّرة بنتيجة الإياب أمام منتخب تونس، في مباراة انتهت بما مجموعه في المباراتين ثلاثة أهداف لكل فريق، ليتواصل الغياب إلى غاية النسخة المقبلة. • نسخة جنوب إفريقيا 2014.. اعتراف من الفيفا عرفت نسخة 2014 التي أقيمت في جنوب إفريقيا، حصول الكونفدرالية الإفريقية على مصادقة من الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي اعترف بالبطولة الإفريقية وأدمجها مع مسابقاته، ما أعطاها قيمة أكبر وجعل المنتخبات المحلية تعمل على المشاركة والبحث عن تتويج في ثاني أكبر المسابقات الإفريقية بعد "الكان". هذه النسخة عرفت مشاركة المنتخب الوطني المغربي للمرّة الأولى في تاريخه، حيث وضعته القرعة في المجموعة الثانية إلى جانب زيمبابوي، بوركينا فاسو وأوغندا، غير أن الحظ غاب عن أبناء الناخب الوطني السابق حسن بنعبيشة، وأقصي المنتخب من دور الربع على يد منتخب نيجيريا بعد أن قلب هذا الأخير نتيجة تأخّره بثلاثية إلى فوز بأربعة أهداف مقابل ثلاثة، ما اعتبره الإعلام المغربي وقتها خسارة مذلة. النسخة الثالثة عرفت فوز المنتخب الليبي بالكأس عن طريق ضربات الجزاء على حساب منتخب غانا، فيما توّج اللاعب النيجيري كريستانتوس أوزوينيي بجائزة أفضل لاعب في الدورة. • روندا 2016.. مستشهر يحتضن المسابقة وإقصاء مغربي من دور المجموعات خلال يونيو 2016، أعلنت الكونفدرالية الإفريقية على توقيع اتفاقية رعاية مع "طوطال" لمدة ثماني سنوات، ليتم تنظيم النسخة الرابعة تحت اسم جديد في دولة روندا، توّج بلقبها للمرّة الثانية منتخب كونغو الديمقراطية، فيما حصل اللاعبان أحمد العكايشي من المنتخب التونسي، وشيسوم شيكاتارا من نيجيريا على جازة أفضل هدافي البطولة. وفي ثاني المشاركات للمنتخب المغربي أقصي من دور المجموعات بقيادة المدرّب امحمد فاخر، بعد أن احتل المركز الثالث خلف كل من منظّم الدورة المتصدّر والكوت ديفوار صاحب المركز الثاني، ليقصى من جديد ويتأجّل حلمه إلى النسخة المقبلة التي ستنطلق السبت المقبل. • 2018 في المملكة المغربية.. و"الأسود" تبحث عن أوّل لقب قرّرت الكونفدرالية الإفريقية منح المغرب شرف تنظيم النسخة الحالية من كأس الأمم الإفريقية، بعد سحبها من دولة كينيا لفشلها في إنهاء تحضيرات البطولة في الوقت المحدّد، إذ ستكون المملكة المغربية أمام اختبار مهم لتلميع صورتها في ملف احتضان كأس العالم 2026، والبحث عن تنظيم "كان" 2019 في حال تم سحبها من الكاميرون. حلم المنتخب الوطني المحلي كبر مع قرار احتضان المملكة لبطولة "الشان"، إذ ترغب "الإسود" في إبقاء الكأس في المغرب والتتويج بأوّل لقب لها، مستغلّة عامل الأرض والجمهور الذي يصب في مصلحتها، وقد يساعدها على انتزاع اللقب من المنتخبات الأخرى المشاركة.