عَاش بعض المحترفين المغاربة سنة "بيضاء"، بعد عجزهم عن إيجاد فريق ينهي "عطالتهم" ويمنحهم ثقة العودة إلى الميادين الكروية من جديد بعد غياب طويل، وعلى الرّغم من تألّق بعضهم بأقمصة العديد من الأندية الأوروبية، غير أن تراجع مستواهم خلال الفترة الماضية، جعلهم يبتعدون عن مداعبة "المستديرة" والاختفاء عن الأنظار بصفة نهائية، وهو ما ينذر بخطر "تقاعد" قد يكون مبكّرا لدى البعض. مروان الشماخ يعد أكبر "العاطلين" المغاربة في أوروبا، منذ آخر تجربة "فاشلة" له رفقة نادي كارديف الإنجليزي دامت لأشهر قليلة فقط، حيث عجز عن إثبات ذاته رفقة المجموعة لمواصلة تجربته، فيما فشل في إيجاد فريق ينتشله من "عطالته" طيلة هذه الفترة، على الرّغم من بعض العروض التي توصّل بها من الدوري القطري، وأخرى من فريق إيطالي، والتي خلصت المفاوضات معها باستمرار اللاعب المغربي في "الشوماج". "المركاتو" الشتوي يعد الفرصة الأخيرة للاعب سطع نجمه في الدوريين الإنجليزي والفرنسي، من أجل إنقاذ مسيرته الكروية، وإنهائها مرفوع الرأس، وذلك من خلال البحث عن تجربة جديدة لمدّة ستّة أشهر، قبل الإعلان عن اعتزال رسمي يتذكّره كل عشاق الشماخ داخل وخارج المغرب، أو المواصلة في "عطالته" إلى أن يمحى من ذاكرة المتابعين الرياضيين. حالة اللاعب هاشم مستور تختلف كثيرا عن سابقتها، إذ بصم مروان الشماخ على مسيرة كروية جيّدة، سواء رفقة المنتخب المغربي أو الأندية الأوروبية التي لعب لها، غير أنه عجز عن إنهائها بشكل جيّد، على عكس مستور الذي فشل منذ البداية في رسم خارطة طريق لمساره الرياضي، على الرّغم من كل التنبّؤات التي رافقت ظهوره الأوّل، قبل أن يؤكّد للعالم أن الموهبة وحدها غير كافية لمنافسة "نجوم" المستديرة، بل العمل والانضباط عاملان يساهمان بشكل كبير في تألّق اللاعب، وهو ما افتقده مستور منذ البداية. اللاعب الدولي الذي هلّل الجميع باسمه في وقت سابق، منحت له فرصة الظهور بقميص "أسود الأطلس" وكان أصغر لاعب ضمن المجموعة، إلا أنه خذل ثقة الناخب الوطني به، وضيّع فرصا أخرى بسبب عجزه عن إقناع الأطقم التقنية للأندية التي انتقل إليها على سبيل الإعارة، وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول مستقبله الكروي، خصوصا وأن عقده مع نادي ميلان الإيطالي سينتهي بدخول السنة الجديدة، إذ يعد فريق بي إي سي زفوله الهولندي آخر محطّة فاشلة له. وقد ينضم لاعبون مغاربة آخرون إلى ركب "العاطلين" مع دخول السنة الجديدة، إذ يقترب المغربي عبد العزيز برادة من الانفصال عن نادي النصر الإماراتي، كما أن انعدام عروض "المركاتو" قد تجعل منه لاعبا دون فريق، شأنه شأن بعض اللاعبين الذين فشلوا في تقديم مردود جيّد رفقة أنديتهم ولم يعد في جعبتهم ما يقدّمون. وكان عادل تاعربت يعيش نفس الوضع على الرّغم من ارتباطه بعقد رفقة نادي بنفيكا البرتغالي، قبل أن يجد ضالته في إيطاليا، حيث انتشله فريق جنوى الإيطالي من "العطالة" وأعاده إلى الواجهة من جديد، بعدما كان لاعبا "مشاغبا" غير مرغوب فيه داخل الأندية.