(الصورة لأتلتيكو تطوان موسم 1951/1952 بقسم الليغا الأسبانية الأول) تسعى العديد من الأندية المغربية في السنوات الأخيرة، إلى تلميع صورتها والتعريف بنفسها عن طريق إبرام مباريات ودية مع فرق إسبانية، وفي غالب الأحيان تكون هذه المقابلات مؤدى عنها من طرف الفرق الوطنية الطامحة في أن يتعرف عليها الجمهور خارج حدودها. البحث عن نزال مع فرق قوية من حجم ريال مدريدوبرشلونة قد يكلف الأندية المغربية ملايين اليوروهات، لكن مقابل هذه الملايين من أجل مواجهة أبطال أوروبا في كرة القدم تبدوا كأنها لاشيء. وسط كل الأندية المغربة الباحثة عن مباراة ودية مع إحدى الفرق الإسباني كان للمغرب التطواني أو أتلتيكو تطوان شرف المنافسة على لقب الليغا رفقة كل تلك الأندية الكبيرة. المغرب التطواني الذي كان النادي الوحيد من مستعمرات إسبانيا السابقة والنادي المغربي والإفريقي الوحيد الذي لعب في الليغا بقسميها الأول والثاني، ونافس عمالقة الكرة الاسبانية، وحمل هوية فريق أتليتيكو مدريد حتى في أقمصته إلى اليوم، بعدما أسسه إبان الاستعمار الاسباني للمغرب مشجعون لفريق أتليتيكو مدريد. تاريخ هذا الفريق الذي انتمى إلى دولتين مختلفتين بدأ بالتحديد عام 1917 حيث قام المسؤولون عن مجموعة من الفرق الهاوية بمدينة تطوان إلى محاولة دمجها تحت اسم فريق واحد أطلق عليه أتلتيكو كلوب تطوان، من خلال حب هؤلاء الأعضاء الإسبان إلى فريق العاصمة أتلتيكو مدريد، فأطلقوا على فريق البلد المستعمر اسما مشابها، وحرصوا على اختيارت نفس ألوان قميص الفريق الثاني للعاصمة الإسبانية مدريد، وهي أقمصة مخططة عموديا باللونين الأحمر والأبيض، مع سراويل زرقاء وجوارب حمراء. بدأت الممارسة الفعلية للفريق التطواني عام 1922، حيث تمكن عام 1951من تصدر القسم الثاني بجدارة والصعود للقسم الوطني الإسباني الأول، ليبدأ النادي التطواني شق طريقه بثبات وسط الفرق الإسبانية العملاقة، إذ تمكن من الوصول إلى دور ربع نهاية كأس ملك إسبانيا وكان ذلك عام 1951 حيث التقى مع برشلونة الذي استطاع هزمه وإيقاف مسيرته نحو كأس الملك. كما أن تاريخ الفريق الشمالي يحتفظ له بتعادل جد مشرف أمام النادي الملكي ريال مدريد بملعب سانية الرمل، هذا الملعب المعرف عند سكان تطوان ب"لايبيكا"، والذي أنشىء من طرف الإسبان عام 1913. بعد الاستقلال أزيلت أتليتيكو وحالت محلها المغرب، إعلانا عن خروج النادي من التبعية الإسبانية إلى المشاركة في البطولة الوطنية كسائر الفرق المغربية. المغرب التطواني تعرض للتهميش خلال عقود خلت كباقي فرق الشمال لكنه استطاع في السنوات الأخيرة، أن يحفر اسمه على الصخر من خلال تتويجه بلقب البطولة المغربية عام 2012. الفريق الشمالي بات يزاحم الفرق المغربية العريقة كالرجاء والوداد والجيش، سواء في الميدان أو من حيث القيمة المادية للفريق، والتي تصل سنويا إلى 3 مليون أورو. هذا العام بات المغربي التطواني شبه قريب من الوصول إلى لقبه الثاني، خاصة بعد أن وسع الفارق بينه وبين مطارديه الفتح الرباطي إلى خمس نقاط، الشيء الذي يوفر حظوظه للمشاركة في كأس العالم للأندية عام 2014، وهو طموح جماهير الشمال المغربي.