"Despacit…Despacito". بِهدوء وثبات، يعزف الإسباني خوان كارلوس غاريدو، مدرّب فريق الرجاء البيضاوي، على أوتار التألّق.. يسيِّر "جوقته" على أرضية الميدان بتناغم سيمفونية "الدقة الدقة" مع هوية الفريق "الأخضر"، يختار اللحن المناسب لكل قطعة، تنتهي معزوفة الأمسية، ليغادر "المايسترو" المسرح تحت تصفيقات الحضور. ضَربنا موعدا مع غاريدو ذات عشية من أسابيع إضراب اللاعبين عن التداريب، فلم يرفض طلب إجراء أحد أوّل مقابلاته المصورة منذ أن التحق بتدريب الرجاء.. فاجأنا الإسباني حينها برفضه الخوض في "الغسيل الداخلي" للفريق، موجّها زاوية المعالجة إلى مشروع عمله، أهدافه مع الرجاء، وفقط ! المشاكل موجودة وبالجملة، لكن "الكوتش" لن يحدّثك عنها مهما حاولت، فالرجل خبر "الاحترافية" وتتلمذ في مدرسة إسبانيا، حيث جاور غوارديولا، مورينيو والآخرين، يتدخّل في "التقني" ويترك "التسييري" لأهل الاختصاص، كما عهدناه منذ أوّل خرجة إعلامية، قبل أشهر. مِن عادات غاريدو أن يتلذّذ في قطع "البيتزا" مع كل نهاية مباراة يخوضها مع الرجاء، وهو الذي لم يعرف للهزيمة طعما منذ أن شرع في تحضير وصفات الرجاء.. تفنّن في إيجاد المقادير المناسبة ونجح في تقديم أفضل الأطباق لجماهير لا ترضى إلا بالأفضل، الأخيرة التي توسّمت في الإسباني خيرا وبدأ اسمه يتردّد عبر المدرّجات…"Garrido Allez Allez Allez !". تقنيا، ظهرت بصمة مدرّب يعمل بجد.. طريقة تواصله مع اللاعبين، "الغرينتا" التي يحملها بداخله، تغيير الخطط المتواصل داخل المباراة، دراسته للخصوم بشكل مسبق، تواصله الإيجابي مع الجماهير.. نقط من بين عدّة جعلت غاريدو "الإستراتيجي" المجتهد في تقنيات التدريب الحديث يصنع لنفسه اسما في ساحة الأطر التقنية في المغرب، التي تتعاقب على أنديتنا الوطنية، ثم ترحل في صمت. لكل بداية نهاية، لكن المثل قد يعكس في حالة المدرّب غاريدو مع الرجاء، إذ أن الأخير يطمح إلى بداية كتابة فصول المجد مع "الأخضر"، في ثامن عشر نونبر المقبل، عبر محطّة نهاية مسار الفريق في مسابقة كأس العرش، والذي بات قريبا من تحقيق رجائه.. وعندها في إمكان غاريدو أن يضع بصمته ضمن كبار مروا، على غرار رابح سعدان، وحيد هاليلوزيتش والراحل أوسكار فيلوني.. فشهية الألقاب تأتي مع الأكل، وتحقيق لقب الكأس الفضية الغالية قد يفتح الشهية لاحتساء كؤوس أخرى.