يبدو أن الدولي المغربي عادل تاعرابت قد أدرك أن موهبة القدم في عالم "الساحرة المستديرة" غير كافية دون أن يتم استحضار حكمة العقل، بعد أن أعطى إشارات تؤكّد استفاقته من "كابوس" النجومية المزيّفة، وأظهر رغبة قوية في إنهاء سنوات التيه وإعطاء انطلاقة حقيقية لموهبة اللاعب "المشاكس" مع الموسم الكروي الجاري رفقة نادي جنوى. ودخل تاعرابت مباراتي الجولتين الأولى والثانية من دوري الدرجة الأولى الإيطالي، رفقة جنوى، رسميا، إذ لعب قرابة الساعة في كل مباراة قبل أن يتم تغييره، كما كان فقدانه للكيلوغرامات الزائدة وتخلصّه من اللعب الفرجوي الزائد أبرز التغيرات التي ظهرت على طريقة لعب الدولي المغربي. وأظهر تاعرابت في مواجهتي ساسولو ويوفينتوس انضباطا تكتيكيا جيّدا، ومشاركة فعّالة في الأدوار الدفاعية واسترجاع الكرة والضغط على الخصم، وهي السمات التي كان يفتقدها عادل بسبب ضعف اللياقة البدنية والوزن الزائد، رغم بعض الملاحظات السلبية التي رصدتها أعين بعض محبي اللاعب من الجمهور المغربي. وانتقدت عيّنة من الجمهور فقدان تاعرابت لحسه الإبداعي في اللعب وثقته بنفسه واكتفائه بتسلم وتمرير الكرة بدل الاختراق وخلق فرص للتسجيل، علما أن اللاعب ما زال في بداية الموسم، وشرع في مداعبة الكرة مجدّدا بعد شهور طويلة من الغياب بسبب تدني المستوى وفقدان المدرّب الثقة في لاعبه. وكان الكرواتي إيفان جوريك، مدرّب نادي جنوى الإيطالي، قد وافق على منح فرصة ثانية لتاعرابت من أجل الاستمرار ضمن الفريق، على الرّغم من المستوى الضعيف الذي ظهر به الموسم الماضي، إذ لبى طلب الدولي المغربي بعد أن عاين العمل والجدية والانضباط في التداريب من طرف اللاعب في فترة التحضير قبل بداية الموسم. وبالعودة إلى تفاصيل البداية الواعدة لعادل تاعرابت مع جنوى فقد نال تنقيطا لا بأس به خلال الجولتين الأولى والثانية من "الكالشيو"، إذ تحصّل على تنقيط 6،6 في الأولى و6،3 في الثانية، مع الإشارة إلى أن مدرّب الفريق أجرى 3 تغييرات همّت كلها الأسماء نفسها، وهي بالإضافة إلى تاعرابت، كل من كوران بانديف وأندري كالابينوف، الذين ينشطون في الهجوم، مما يدل على وجود ملاحظات للمدرّب في هذا الخط.