في مكتبه في مقرِّ الجامعة الملكية المغربية لرياضة "الكانوي-كاياك" في الرباط، استقبلنا صباح يومه الجمعة، مأمون بلعباس العلوي، بعد يومين من انتخابه كاتبا عاما للجنة الأولمبية الوطنية، خلال الجمع العام الانتخابي، الذي حظي فيه فيصل العرايشي، رئيس الجامعة الملكية المغربية للتنس، بتشريف رئاسة جهاز "الكنوم". الكاتب العام الجديد للجنة الأولمبية الوطنية، خص جريدة "هسبورت" بحوار مطول، تحدث خلاله عن التحديات والرهانات التي تنتظر المكتب التنفيذي الجديد ل"الكنوم"، إضافة إلى رده حول بعض الأمور التي أثارت الجدل قبل وبعد انعقاد الجمع العام الانتخابي. - من هو مأمون بلعباس العلوي؟ الاسم الكامل: مأمون بلعباس العلوي، رئيس الجامعة الملكية المغربية لرياضة "الكانوي-كاياك" منذ أربع سنوات، تم انتخابي في اللائحة التي تقدم بها فيصل العرايشي خلال الجمع العام الانتخابي للجنة الأولمبية الوطنية، بعد أن حظينا بثقة باقي رؤساء الجامعات الرياضية. كنت لاعبا دوليا لكرة اليد في الثمانينات، قبل أن أنتقل إلى الاشتغال نائب رئيس جامعة الزوارق الشراعية، ثم تلقيت دعوة للاشتغال ضمن جامعة التجديف، لأتقلد بعدها منصب رئيس جامعة "الكانوي-كاياك". - ماذا عن اختياركم لشغل منصب كاتب عام اللجنة الأولمبية الوطنية خلفا لنور الدين بنعبد النبي؟ الرَّئيس فيصل العرايشي هو الوحيد الذي في إمكانه أن يبرِّر اختياره لي ضمن لائحته، فالأخير وقف دون أدنى شك على مؤهلاتي خلال المرحلة التي قضيت في رئاسة جامعة "الكانوي-كاياك"، قبل أن يتم تكليفي بشغل مهام الكاتب العام ضمن المكتب التنفيذي المقبل، ولا أخفيكم سرّا أن المسؤولية الملقاة على عاتقي صعبة، لكن مستعد للعمل وأن أكون خير خلف لنور الدين بنعبد النبي الذي يعدٌّ شخصية رياضية مهمَّة وسألجأ إليه دائما لمدي بالنَّصائح والمساعدة إذا اقتضت الضرورة. - كيف مر الجمع العام الانتخابي للجنة الأولمبية الوطنية؟ مرَّ الجمع العام في ظل أجواء مشحونة، لكن الديمقراطية تقتضي أن تكون بعض الآراء المتعارضة المعبَّر عنها من طرف بعض رؤساء الجامعات الرياضية، لكن في الأخير حظينا بدعم هؤلاء، ووعد الرئيس الحالي فيصل العرايشي بالإنصات إلى الجميع مستقبلا وبلورة خريطة عمل تنسجم مع التوجيهات الملكية السامية. - هل أنتم جاهزون في جهاز "الكنوم" لمصالحة الرياضة المغربية مع الإنجازات الأولمبية؟ صراحة، من أجل أن تصبو إلى تحقيق نتائج في المحافل الأولمبية، يجب أن توفِّر إمكانيات ضخمة، وأعتقد شخصيا أن الميزانية المرصودة من أجل إعداد الأبطال الأولمبيِّين غير كافية، بالإضافة إلى مسألة تكييف الرياضي مع ظروف تداريب ملائمة، باعتماد نظام "دراسة ورياضة" الذي تحدث عنه الرئيس الحالي خلال الجمع العام، ويعتزم أن يشمل ذلك قاعدة مهمة من الرياضات. - جامعات رياضية عدة امتعضت من الطريقة التي تم التحضير بها للجمع العام و"إقصائها" من التمثيلية داخل لائحة فيصل العرايشي..ما هو ردكم؟ يملك فيصل العرايشي كامل الصلاحيات في اختيار اللائحة التي يراها مناسبة.. فعلا، تم تغييب بعض زملائنا الأكفاء من رؤساء جامعات رياضية عن اللائحة الوحيدة المرشحة خلال الجمع العام الانتخابي للجنة الأولمبية، لكنه لا يمكن إرضاء الجميع وأنا متأكد أن الرئيس الحالي سيعمل على لم الشمل من أجل العمل سويا خلال المرحلة المقبلة. - "طوكيو2020" الرهان الأولمبي المقبل.. هل الوقت كاف للتحضير من أجل ظفر الرياضة المغربية بميداليات؟ أستنبط الإجابة من ختام تساؤلك.. فعلا، نحن متأخرون زمنيا لكي نتطلع إلى تحقيق ذلك، فالتحضيرات لدورة أولمبية تنطلق غداة نهاية سابقتها، وأنت تعلم أن الجامعات الرياضية تعاني من عدم توصلها بالمنحة السنوية من لدن الوزارة الوصية. بالنسبة إلى أولمبياد "طوكيو2020"، أعتقد أنه ستشكل الاستثناء، إذ سترصد ميزانية خاصة للجنة الأولمبية الوطنية، إذ سيتم الاتفاق خلال الاجتماعات المقبلة للمكتب التنفيذي للّجنة الأولمبية، من أجل أن يحظى رياضيات ورياضيو "الن"خبة" المؤهلون للمشاركة في "الأولمبياد" المقبل، بالإمكانيات اللازمة لإعدادهم بالشّكل المطلوب. - هل هناك فعلا رؤية واضحة لبلورة سياسة رياضية في المغرب؟ من خلال ما استسقيناه على هامش بعض اللقاءات بوزير الشباب والرياضة الحالي، فالأخير يملك رغبة قوية في نهج سياسة رياضية واضحة، لكن الأخيرة لا يمكن إلا أن تتم بمقاربة تشاركية مع الجامعات الرياضية، كما وعدنا بذلك. - كلمة أخيرة.. أتمنى التوفيق للرئيس فيصل العرايشي بمعية مكتبه الحالي، كما أتمنى أن نظل جامعات رياضية متحدة من أجل خدمة الرياضة الوطنية دون حساسيات بيننا نحن رؤساء الجامعات، فالغاية الكبرى هي تقديم حلول ناجعة للنُّهوض بالقطاع الرياضي وتجاوز العوائق المطروحة أمامنا.