سيبحث عملاق حراسة المرمى في إيطاليا وقائد يوفنتوس، جانلويجي بوفون، عن الكنز المفقود في مسيرته المرصعة بالألقاب والبطولات عندما يخوض نهائي دوري الأبطال يوم السبت المقبل على ملعب "الألفية" بالعاصمة الويلزية كارديف أمام ريال مدريد الإسباني، صاحب الرقم القياسي في الفوز بالبطولة 11 مرة. ومع بلوغه عامه ال39، يعتبر بوفون القائد الذي لا يشق له غبار داخل غرفة ملابس بطل إيطاليا وكان له دور بارز بتصدياته الحاسمة في مسيرة الفريق الذي يبحث عن ثالث ألقابه في "الكأس ذات الأذنين"، الأول منذ موسم (1995-96)، حتى الوصول لنهائي الحلم، وذلك بعد أن تبخر الحلم في نسختي 2003 أمام ميلان و2015 أمام برشلونة الإسباني. وعلى الرغم من اعتراف بوفون نفسه باعتقاده أن نهائي برلين قبل عامين أمام البلاوغرانا كان الفرصة الأخيرة له من أجل رفع اللقب، إلا أنه لم يتوقف عن الحلم بالعودة مجددا للمنافسة على اللقب هذا الموسم. وبعدما واصل تربعه على عرش الكرة في إيطاليا بالجمع بين الثنائية المحلية للمرة الثالثة على التوالي بتحقيق لقب الدوري للموسم السادس على التوالي ولقب الكأس، عقد الحارس المخضرم العزم على وضع يديه هذه المرة على الكأس لكي يزين خزينته الزاخرة بالألقاب ببطولة ما زالت مستعصية عليه. وعلى الرغم من هذا، يدرك بوفون معنى الفوز بلقب بطولة أوروبية، حيث سبق وأن حصد لقب كأس الاتحاد الأوروبي مع بارما في موسم (1998-99) عندما كان عمره 21 عاما، إلا أن الفوز بالبطولة الأكبر على مستوى الأندية داخل القارة العجوز وفي العالم له مذاق مختلف. وعلى الرغم من تقدمه في السن، إلا أن بوفون ما زال الحارس الأمين لكبير مدينة تورينو على المستويين الشخصي والرياضي على حد سواء. ويدخل بوفون المباراة النهائية ل"التشامبيونز ليغ" برقم مميز للغاية حيث أنه الحارس الأقل استقبالا للأهداف بعدما سكنت شباكه ثلاثة أهدافه فقط، فضلا عن حفاظه على عذرية شباكه أمام أكبر الأندية على راسها برشلونة. وساهم بوفون في تخطي فريقه لعقبة الكتيبة الكتالونية في دور الثمانية بعدما تصدى لفرصتين محققتين خلال مباراة الذهاب على ملعب "يوفنتوس أرينا" أمام أندريس إنييستا والمهاجم الأوروجوائي لويس سواريز، والتي كان بإمكانهما قلب موازين الأمور في هذا الدور. وبعدما سجل خامس أكبر سلسلة من المباريات دون استقبال أهداف (690 دقيقة)، سيحاول بطل العالم مع "الآتزوري" في 2006 تكرار الأمر أمام الفريق الملكي، وبالأخص، نجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي سجل 8 أهداف خلال آخر 4 مباريات في البطولة. واستطاع صاحب القميص رقم '7' أن يقدم أفضل مستوياته في المنعطف الحاسم من البطولة ليقود فريقه للتواجد في المباراة النهائية للمرة الثانية على التوالي، الثالثة خلال آخر خمس سنوات. وسيكون نهائي السبت المقبل على الأراضي الويلزية بمثابة فرصة لرد الاعتبار والثأر بعد نهائيين، الأول في 2003 بمانشستر أمام "الروسونيري"، والثاني في 2015 ببرلين أمام البلاوغرانا. وكان عمر بوفون 25 عاما في المرة الأولى التي يخوض فيها نهائي التشامبيونز، ولكن الركلات الترجيحية بددت حلمه وأهدت اللقب لأبناء كارلو أنشيلوتي، قبل أن يتكرر الأمر بعد 12 عاما أمام سحرة كتالونيا وبثلاثية إيفان راكيتيتش ولويس سواريز ونيمار دا سيلفا. وبعد أن استطاع حصد جميع الألقاب الممكنة مع فريقه ما بين الدوري (8 ألقاب) والكأس (4 ألقاب)، وكأس الاتحاد مع بارما، ومونديال 2006 مع المنتخب الإيطالي، سيسعى صاحب القفاز الذهبي للقبض على دوري الأبطال ليزين بها مسيرته الممتدة لأكثر من 20 عاما.