دائما ما نجد أن الجماهير تعمل على الظهور بشكل غير اعتيادي وطريف في بعض الحالات، وتجبر نفسها على خلق الفرجة خارج وداخل أرضية الملعب من خلال إطلاقها لأسماء ساخرة وغريبة نوعا ما على بعض اللاعبين سواء بدافع الإعجاب والتشبيه بآخرين أجانب، أو للسخرية منهم للتسلية. وفي السنوات الماضية ومع تطور عقلية المشجعين وانفتاحهم على مواقع التواصل الإجتماعي، فهذا "الخطر" بات يهدد أي لاعب كيفما كان نوعه وكيفما كانت مهاراته وفنياته، ناهيك عن المدربين الذين تثير تصريحاتهم لوسائل الإعلام دهشة المتتبعين للشأن الكروي، مع تسجيل حالات استمتعت بكنيتها الجديدة وباتت سعيدة بالإسم الذي أطلق عليها، لأن ذلك يزيد من شهرتها داخل الوسط الرياضي. "روماريو" و"مارادونا"..تسميات أطلقتها الجماهير إعجابا بلاعبيها نظرا للمستوى الكبير الذي أبداه لاعبو العديد من الأندية الوطنية، أطلق بعض المحبين أسماء عمالقة الكرة العالمية على من يتميز بجودة في طريقة اللعب، إذ أن الرجاويين يصفون لاعبهم السابق محسن متولي بالداهية الأرجنتيني دييغو مارادونا، أو "المش". وظل متولي يسمع هذا الإسم طيلة مقامه مع النادي الأخضر، كما أنه كان يستمتع بسماعها من جماهير ناديه في ساعات النشوة بانتصار ما كان مساهما فيه بشكل كبير، وهو نفس الإحساس الذي عاشه الدولي السابق عبد الحق أيت العريف، المعروف اختصارا ب"حيقو"، وهو بدوره كان من القلائل الذين تميزوا بتقنيات وفنيات جيدة استحق بها وصفه بمارادونا. أيوب سكوما متوسط ميدان الفتح الرباطي الحالي والسابق للوداد، عاش فترات زاهية وعهدا كان فيه أسدا وسط مملكته بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء، حيث أطلقت مدرجات "الكورفا نور" وصف "روماريو" عليه، قاصدين بذلك أن اللاعب يتوفر على إمكانيات هائلة تظاهي قيمة البرازيلي "روماريو". إطلاق اسم البرتغالي "مورينيو" على العامري بعد انتقاده لطريقة لعبه "مورينيو غير زرڭ". تلك العبارة التي عبر بها الإطار الوطني ادريس العامري عن عدم إعجابه بطريقة لعب المدرب البرتغالي جوزي مورينيو، حيث خرج في إحدى التصريحات الصحفية وهو مستاء من اعتماد "السبيشال وان" على الخطة الدفاعية لتحقيق ألقابه، وهي نقطة استغلتها معظم جماهير الفرق الوطنية، وواجهت بها العامري عند قدومه لمدينة ما وباتت تصدح في كل مرة يضع فيها أقادمه بملعب ما بعبارة "العامري مورينو"، ما جعل هذا الأخير يتفاعل بشكل إيجابي ويتقبلها بروح رياضية في كل مرة. استفزازات الجماهير لافقاد لاعبي خصومهم التركيز أقوى سلاح معتمد لافقاد اللاعبين تركيزهم هو تلقيبهم بأسماء مستفزة، إذ أن بعض "المشاكسين" من جماهير إحدى الأندية يختار اسما يليق بلاعب ما وينشره في المدرجات، ليصبح متداولا لدى عامة الناس ويثير غضبة أحد المتواجدين بالملعب، وهذه الحالة هي جد مطروحة وطاغية بشكل كبير، حيث يتذكر الجميع كيف كانت جماهير البيضاء تهتف باسم "بيبيا" في وجه مدافع الجيش الملكي السابق حسين أوشلا ومصطفى لمراني مدافع المغرب الفاسي أيضا، وكان هدفها من خلال هذه الصيحات هو التشويش وخلق نوع من التأثير المعنوي على اللاعبين. وعلى غرار "بيبيا"، فاللاعب الدولي السابق سعيد فتاح بدوره عانى بسبب عبارة "قريقيبة" التي رافقته طيلة مشواره، بعدما انطلقت بوادر هذه التسمية من جماهير الرجاء التي لعب لها سابقا، وانتقل بعدها للغريم الوداد في واحدة من المشاهد التي لا يتحملها أبناء البيضاء، لكنه لم يعد يسمع هذا اللفظ منذ انتقاله إلى خارج المدينة وبالضبط إلى فريق أقل ضررا، وهو الجيش الملكي. لقب آخر عرف به كل من اللاعب السابق للرجاء زكرياء السليماني ومدافع أولمبيك خريبكة زكرياء أمزيل، حيث طاردت تسمية "مهند" اللاعبين في كل المباريات التي خاضوها، خصوصا في المباريات التي تعرف حضورا جماهيريا كبيرا، وهو اللقب الذي كان يحمله ممثل تركي وسيم في إحدى السلسلات المدبلجة، وهي النقطة التي حاولت بها إضعافهم وتغيير مسار تركيزهم.