"حيقو" أو "مارادونا" كما كان يحلو للجماهير الودادية توصيفه.. في زمن كانت تهتز فيه "فريميجا" تحت إيقاع "عييق" منتشية بفنيات صاحب الرقم 14 على المعشب الأخضر لملعب محمد الخامس في الدارالبيضاء.. هو عبد الحق أيت العريف الذي انطلقت مسيرته الكروية على إيقاع المشاكل وغدر به الزمن بعد نهايتها. تعرف عليه الرأي العام الوطني عشية مباراة "ديربي" الإياب لموسم 2000/2001.. حينها كان الفريق "الأحمر" قد حسم الانتصار بثلاثية نظيفة أمام الغريم، قبل أن يقحم المدرب الأرجنتيني أوسكار فيلوني شابا في سن السابعة عشرة بديلا للمهاجم ربيع العفوي على بعد خمس دقائق من نهاية المباراة.. ذلك الشاب الذي تسبب في خسارة فريقه لنقاط المباراة كاملة كان في وضع غير "قانوني" بحمله لرخصتي لاعب مع ناديي نجم الشباب والوداد، مما كلفه عقوبة إيقاف لمدة شهرين من قبل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم. قصة "حيقو" مع المشاكل داخل رقعة الميدان لم تتوقف، إذ تسلطت الأضواء على اللاعب خلال أمسية كروية ذات طابع "ودي" بين الوداد البيضاوي وأولمبيك مارسيليا، في فبراير من سنة 2005، لكن أيت العريف ارتأى إلا أن يخرج المباراة عن سياقها بعد أن تعمد صفع مدافع الفريق الفرنسي، الإيفواري عبدولاي ميتي، في حدود الدقيقة 35 من زمن المباراة، قبل أن يفر صانع ألعاب الوداد مسرعا في مشهد يتذكره جل من تابع المباراة حينها، وهي اللقطة التي استوجبت معها توقيف المباراة وإيقاف أيت العريف من قبل جامعة الكرة لمباراتين. مبدعا كان على أرضية الميدان على الرغم من تصرفاته اللامسؤولة التي طبعت مسيرته، إلا أن التاريخ لم يكن رحيما باللاعب، إذ خرج من الباب الضيق وهو يعود إلى فريقه "الأم" بعد سنوات قضاها في الاحتراف في الخليج، عاش فترات عصيبة في آخر أيامه بالقميص "الأحمر"، حينما غادر أرضية الميدان ذات مباراة أمام "الماص" برسم الموسم الرياضي 2010-2011، تحت وابل من السب والشتم، قبل أن يعرج على حمل قميص "الغريم" الرجاء لفترة قصيرة، ثم يتوارى عن الأنظار. اليوم، وبعد عودته إلى أرض الوطن، يقبع أيت العريف داخل أسوار سجن "عكاشة" بسبب الأزمة الخانقة التي يمر منها، لتسلط عليه الأضواء مجددا.. هذه المرة ليس بقنطراته الصغيرة المعهودة ولا لعبه الفرجوي المعهود وهو يستمتع بمداعبة المستديرة، وإنما استعطافا لقلوب رحيمة بهذا الشاب الذي رسم الابتسامة على محاي الرجاويين قبل الوداديين، وأذرف الدموع وهو يترقب معانقة الحرية لعيادة أمه المصابة بداء السرطان.