هو الحفيد البكر للمقاوم المجاهد موحى أوحمو الزياني، صهر من أصهار الملك الراحل الحسن الثاني، وخال من أخوال العاهل المغربي محمد السادس. فيه امتزجت صفات المقاومين ورجالات المخزن الأوائل بعيد الاستقلال المغربي من الحماية الفرنسية، الرياضي الذي دفعه عشقه للمستديرة، ليؤسس فريقا كرويا، يحمل اليوم اسم شباب أطلس خنيفرة، ويضع لبناته الأولى، ناديا كرويا من بين الأوائل في المغرب، إذ يعود تأسيسه إلى بدايات الأربعينيات من القرن الماضي. المجاهد الذي ترجل من صفوف جيش التحرير، وامتطى صهوة جواد السياسة، ونزل المعترك السياسي المعقد والمتذبذب، يحاكي تضاريس قبائل أيت زيان الوعرة ومسالكها الشاقة والمضنية الجبلية، مرتديا معطف جلباب أو "رزة" الحركة الشعبية إلى جانب الزايغ "المحجوبي أحرضان." أسس الراحل محمد القايدي أمهروق، الذي لا تفصلنا عن أربعينيته سوى أيام قليلة، نادي "الاتحاد الزياني لكرة القدم" سنة 1943، وبعد سنتين غير اسمه إلى شباب أطلس خنيفرة، اعتزازا بانتماء الفريق إلى مدينة "خنيفرة" الأطلسية. وترأس النادي منذ وقتذاك، إلى غاية 1974، حيث تحول إلى رئيس شرفي للنادي. يحكي مجايلوه ومعاصروه، ممن تقاسموا وإياه شغف وحب النادي الأطلسي، حكايات صار ذكرها، يعد استحضارا للأيام الجميلة، التي عاشها النادي، ولاعبوه، وأسرته الرياضية. كان كثير التنقل مع الفريق من مدينة إلى أخرى، دافعا به إلى مصاف الأندية الوطنية، آنذاك، محتضنا له، مغدقا على لاعبيه ومسيريه بسخاء أهالي الأطلس، المعروفين بكرمهم. وفاته بداية الشهر الماضي، شكلت صدمة قوية، للأسرة الرياضية الخنيفرية، التي فقدت الأب الروحي، على حد تعبير حسن الشرقي، رئيس جمعية قدماء لاعبي شباب أطلس خنيفرة، الأب الذي لم يذخر جهدا في دعم الفريق منذ نشأته، بمنحه الأرض التي أقيم عليها، الملعب البلدي لنادي شباب أطلس خنيفرة. وعرفانا من الأسرة الرياضية والجمعوية في المدينة، بموافقة المجلس البلدي لمدينة خنيفرة، تم إطلاق اسم "محمد القايدي أمهروق" على الملعب البلدي، تخليدا لذكراه، ولعطاءاته، ومساهماته في بناء الفريق الكروي الأطلسي. اليوم جرت مياه كثيرة، تحت جسر الكرة المغربية، التي دخلت عالم الاحتراف من أبوابه الواسعة، ورغم ما توافر من بنيات تحتية، وطاقات بشرية، إلا أن أغلب الفرق الرياضية، تعاني مشاكل مالية، وأحيانا صراعات تدبيرية، تعمق جراح الكرة المغربية، مع استحضار تاريخ نشأة الكرة المغربية، نقف على شخصيات، استطاعت وعلى رغم تحديات ذلك الماضي السحيق، بناء نوادي رياضية، حلقت فوق سماء العالم، وأنتجت أسماء كبيرة، شرفت الرياضة المغربية في جميع بقاع العالم.