بعد أن هبت رياح التغيير على كرة القدم الإفريقية، سيعقد الاتحاد القاري أول اجتماع للجنته التنفيذية على هامش المؤتمر السنوي للاتحاد الدولي (الفيفا) في المنامة هذا الأسبوع، بدون عيسى حياتو رجله القوي الذي ظل على رأس المنظمة على مدار 29 عاما. ووضع أحمد أحمد، القادم من مدغشقر، حدا لهيمنة حياتو على منصب رئيس الكاف، في انتخابات جرت في مارس/آذار الماضي، حين حصل على 34 صوتا مقابل 20 لمنافسه الكاميروني البالغ عمره 70 عاما. وكتب أحمد، الذي كان رئيسا لاتحاد مدغشقر وعضوا باللجنة التنفيذية للكاف في اخر 4 سنوات، في صفحة أطلقها على فيسبوك بعد ترشحه لرئاسة الاتحاد الأفريقي "بكثير من المشاعر أتقدم بالشكر لكل من آمن بالتغيير. لقد أنجزنا ذلك. هذا الانتصار لنا. هذا الانتصار لأفريقيا". لكن مستقبل كرة القدم الأفريقية غير واضح، بعد الإطاحة بحياتو وانتخاب مجموعة من المسؤولين الجدد لشغل المناصب المؤثرة في المنظمة. وتعهد أحمد (57 عاما)، وهو وزير سابق في بلاده، بإجراء مشاورات واسعة النطاق لتطوير اللعبة بعد فوزه المفاجئ بالمنصب. وتبرز حاليا مسألة التغييرات في اللائحة الأساسية للكاف، والمطلوبة من قبل الفيفا والتي لم تحصل على تأييد الثلثين في الجمعية العمومية التي عقدت في أديس ابابا في مارس آذار. كأس العالم 2026 تبدو تبعات التغيير واضحة في عدم تمتع اللجنة التنفيذية بشكلها الجديد بالكثير من الخبرة، بعد الإطاحة بحلفاء حياتو عقب سقوطه المفاجئ. وفقد ستة من المقربين من حياتو مناصبهم في اللجنة التنفيذية، بينهم الجزائري محمد روراوة والمالي أمادو دياكيتي، فيما استقال هشام العمراني الأمين العام. وقال جياني انفانتينو رئيس الفيفا بعد انتخاب أحمد "انتهى أمر الانتخابات الآن وعلى الجميع التركيز على رسم مستقبل مشرق للكرة الأفريقية". وتتضح أبرز ملامح المستقبل القريب للكرة الأفريقية، في سعي المغرب لاستضافة كأس العالم 2026 رغم إبداء كندا والمكسيك والولايات المتحدة رغبتها في استضافة أهم أحداث كرة القدم في العالم، بعد أقل من عشر سنوات من الآن. ورغم أن فوزي لقجع رئيس الاتحاد المغربي نفى ما ذكرته صحيفة (آس)، بشأن رغبة المغرب في استضافة النهائيات، بالإشتراك مع اسبانيا والبرتغال، فإنه أكد أن تنظيم كأس العالم "ملف استراتيجي" يعمل عليه المغرب منذ فترة، مضيفا أن القرار النهائي سيرى النور في صيف 2017. حقوق البث أعلنت القيادة الجديدة للاتحاد الأفريقي الشهر الماضي، أن القرارات المثيرة للجدل الخاصة بحقوق البث التلفزيوني واتفاقات استضافة البطولات سيتم مراجعتها خلال الأشهر المقبلة. وألمح الرئيس الجديد، لتغيير محتمل في توقيت إقامة نهائيات كأس الأمم الأفريقية، إضافة لنظام التصفيات المؤهلة لبطولات الناشئين والشباب. وقال أحمد في جوهانسبرغ عقب اجتماع مع رؤساء اتحادات دول جنوب القارة "سأناقش الأمر مع أكبر عدد من المعنيين بالكرة الأفريقية للخروج بأفضل حل للمشكلات". وأبدى أحمد، قلقه بشأن صفقة البث التلفزيوني الممتدة لمدة 12 عاما، والتي وقعها الاتحاد الإفريقي العام الماضي، مع شركة لاغاردير سبورتس، وفتحت سلطات مكافحة الاحتكار المصرية تحقيقا بشأنها. وأضاف "هذا العقد بات محور نزاع قضائي في المحاكم المصرية في الوقت الحالي والأمر يتعلق بحماية نزاهة الاتحاد الأفريقي". وتملك لاغاردير سبورتس، حقوق البث التلفزيوني إضافة لحقوق التسويق لكافة البطولات الكبرى في القارة، وضمنت للكرة الإفريقية مليار دولار في شكل إيرادات، على مدار ال 12 عاما المقبلة. وقال أحمد إنه سيبحث أيضا تغيير موعد استضافة نهائيات الكان، من يناير إلى منتصف العام، إضافة لبحثه في مسألة إقامتها كل عامين. ويتعرض نجوم القارة السمراء، الذين يلعبون في أندية أوروبية لضغوط متزايدة، لعدم المشاركة في البطولة القارية لأنها تقام منتصف الموسم.