ما حدث بين النجم المغربي المهدي بن عطية، اللاعب البارز في صفوف نادي روما الإيطالي، والمدرب المؤقت للمنتخب المغربي، حسن بنعبيشة، لم يكن له داع على الإطلاق خاصة وأن المنتخب المغربي سيخوض مباراة ودية ستجمعه في الخامس من شهر مارس، بالمنتخب الغابوني في الملعب الجديد لمدينة مراكش. فلا يعرف حتى الآن ما إذا كان بنعبيشة فهم خطأ، أم أن أحدهم نقل له بطريق الخطأ، ما قاله النجم المغربي، قبل أيام من الآن، في تصريح مطول أدلى به إلى إذاعة خاصة في الدارالبيضاء، عن طريق الهاتف، ويرى أن من حقه أن يلبي أو لا يلبي دعوته كي ينضم إلى باقي اللاعبين في المنتخب الوطني. وبحسب مراقبين، فلم يصرح النجم بن عطية أبدا بما فهمه أو نقل إلى المدير الفني المؤقت حسن بنعبيشة، ومؤداه أن بن عطية لا يريد أن يضيع وقته مع منتخب فاشل، مما جعل مدرب المنتخب يصرح بأن من حق نجم روما ألا يأتي، ورد عليه بن عطية بالقول بأنه من غير اللائق أن يقول بنعبيشة ما قاله، ويتطور الأخذ والرد إلى حد سيئ قيل إن نتيجته ستكون غياب نجم روما عن مباراة الخامس من مارس المقبل. وما وقع بين النجم بن عطية والمدرب المؤقت حسن بنعبيشة كأنه تكرار لسيناريو سبق أن وقع عدة مرات في المنتخب، ويتذكر جمهور الكرة في المغرب حكاية النجم اي سي ميلان الإيطالي عادل تاعرابت مع البلجيكي إيريك غيريتس، الذي كان يدرب أسود الأطلسي، وعرف أوقاتا صعبة مع اللاعب الشاب، الذي كان يلعب في ذلك الحين لكوينز بارك رينجرز الإنجليزي. وهناك قصص أخرى متعددة في هذا الجانب، وكلها تنطلق مباشرة بعد دعوة مدرب ما للاعبين ما كي يدخلوا في معسكر إعدادي لمباراة معينة، وقد كان لتلك التشنجات "المجانية" دائما تأثيرها السيئ على أداء الأسود المغاربة، مثل ما وقع اليوم، بحيث بدل أن يطغى حديث الشعور بالفرح لعودة المنتخب إلى العمل والحركة، طغى حديث التشنج بين بن عطية والمدرب المؤقت. وبعض المتتبعين يفسر ما يقع كل مرة بتدخل من بعض وكلاء اللاعبين الذين لا يحبذون أن ينادى على لاعبيهم لمباريات لا طائل منها، والبعض منهم يفسر الأمر بانعدام التواصل بين مكونات المنتخب، ولا يرى البعض فيما يقع إلا سوء إدارة من الاتحاد المغربي لأزمة الكرة ككل، وتأخره في اختيار مدرب المنتخب كانت هي المدخل للأزمة الجديدة.