أيام قليلة فقط تفصل كرة القدم الإفريقية على انتخابات جديدة قد تعطي نفسا جديدا للمستديرة في القارة السمراء، أو تبقيها على نفس المنهج والخطى السابقة، وستحدد انتخابات منتصف شهر مارس المقبل، الرئيس الذي سيقود مهمة تسيير الكونفدرالية الإفريقية للكرة خلال الفترة المقبلة، إذ يسعى الكاميروني عيسى حياتو، إلى ولاية جديدة على رأس الجهاز الوصي على اللعبة بعد 29 عاما من التسيير، فيما يتسلح رئيس اتحاد مدغشقر بالتغيير والشفافية قصد الظفر بالمنصب ذاته. ويبدو أن المرشح الثاني أحمد أحمد، يرغب جديا في إزاحة عيسى حياتو من منصبه الذي ظل على رأسه لفترة طويلة من الزمن، حيث يسعى إلى إحداث تغيير على مستوى كرة القدم الإفريقية، وتغيير الممارسات "المعفنة" وإبعاد السياسة عن "الكاف"، مؤكدا في تصريحات صحفية أنه الوحيد من بين أعضاء المكتب التنفيذي الذي يتجرأ على تحدي الرئيس الحالي، على اعتبار أنه يؤمن فعلا بالتغيير والإصلاح، إذ يحظى المرشح بدعم مجموعة من الاتحادات، في أفق التصويت على برنامجه خلال الانتخابات المقبلة، كما أنه سيعمل على إقناع الاتحادات المترددة بذلك. ويتساءل متتبعو الشأن الكروي، إن كان المرشح أحمد أحمد، قادرا فعلا على إزاحة عيسى حياتو من منصبه الذي استلمه منذ عام 1988، إذ لطالما تم انتخابه بسهولة والتصويت عليه من قبل الاتحادات الإفريقية، غير أن الانتخابات المقبلة قد تكون مختلفة عن سابقاتها، خصوصا بعدما خرج العديد من رؤساء الاتحادات عن صمتهم، مطالبين بالتغيير وضخ دماء جديدة داخل الكونفدرالية الإفريقية، داعمين رئيس الاتحاد الملغاشي. ويتمنى العديد من الرؤساء الآخرين، نهاية عهد عيسى حياتو على الرغم من التزامهم الصمت، وذلك بسبب ممارساته وتورطه في العديد من القضايا، إذ أن رحيله عن كرسي الرئاسة في "الكاف" يعني منح كرة القدم الإفريقية فرحة غامرة، وانطلاقة جديدة، خصوصا في ظل المؤهلات التي تتوفر عليها القارة السمراء، إذ ينتظر الجميع سقطة حياتو إن لم تظهر مفاجأة أخرى تبقيه المنصب في نفسه مجددا. ومن جهة أخرى، تشتد المنافسة بين رئيس الجامعة المغربية فوزي لقجع، وخصمه محمد روراوة، رئيس الاتحاد الجزائري، للظفر بمنصب داخل المكتب التنفيذي ل"الكاف"، إذ يواصل الأول سياسته المتعلقة بإبرام اتفاقيات شراكة وتعاون من مجموعة من الاتحادات الإفريقية، قصد كسب أصواتهم، فيما يحاول الثاني استغلال وجوده داخل الكونفدرالية وعلاقاته من أجل الاستمرار في منصبه.