"نحن في أمس الحاجة إلى الجماهير الرجاوية، ولا يمكن لأي مشروع أن ينجح دون التفاف الجماهير، وبالأخص في الظرفية الحالية التي يمر منها الفريق"، هكذا كانت كلمات سعيد حسبان الأولى وهو يهم بمغادرة قاعة الجمع العام الذي تولى خلاله رئاسة نادي الرجاء البيضاوي، خلفا لمحمد بودريقة، يونيو الماضي.. منذ تقلده مهامه رئيسا لنادي الرجاء البيضاوي، ظل سعيد حسبان يمني النفس بكسب ثقة جماهير "الخضراء"، إلا أنه اصطدم بواقع مدرجات تغلي في أول لقاء معهم، الأخيرة وصفته ب"الشفار" وهي تستقبله في منصة ملعب "الأب جيكو" في غشت الماضي، على هامش المباراة النهائية لدوري أحمد النتيفي. مع بداية الموسم الرياضي، استفاد سعيد حسبان من قرار وزارة الداخلية ب "حل الأولتراس" الذي انضاف إلى إغلاق مركب محمد الخامس في وجه الجماهير البيضاوية بصفة عامة و"الرجاوية" بصفة خاصة، هذه الأخيرة التي غابت عن منبرها الاحتجاجي "الماكانة" وانفصلت مكرهة عن أدواتها التصعيدية (التيفوهات والميساجات)، كما جرت العادة كلما ضاقت ذرعا من سوء تسيير ناديها، الذي يتخبط هذه السنة في أحد أكبر أزماته المادية منذ تاريخ نشأته. لم يرث حسبان ممن سبقه على كرسي الرئاسة العلاقة نفسها مع القاعدة الجماهيرية للرجاء، إذ أن الحقبة التسييرية لمحمد بودريقة ميزتها بعض المشاهد التي كرست ارتباط الرئيس الوثيق بجماهير النادي، على غرار انضمامه إلى المدرج الجنوبي لمركب محمد الخامس، خلال مباراة الفريق أمام الجيش الملكي، الموسم الماضي، حيث رفع بودريقة "التيفو" بمعية فصائل "الأولتراس" قبل انطلاق المباراة. حسبان، وبالرغم من خرجاته الإعلامية المتكررة، لم تشفع له الأخيرة في إخماد نار الفضائح التي تنفجر مع كل أسبوع، والتي على خلفيتها بدأ ينفر منه حتى من رفع شعار "التأييد"، من منخرطين سئموا الوعود الكاذبة، ومن رؤساء سابقين فهموا "نوايا" الرئيس الحالي، ليكون الجميع قناعة بأن سعيد حسبان ليس رجل المرحلة كما تعاقد على ذلك مع العائلة الرجاوية في الصيف. اليوم، وبعد انقضاء نصف الموسم الرياضي الحالي، تعالت أصوات جماهير "الخضراء" وهي تتوجه لسعيد حسبان بأقبح النعوث، مطالبة إياه بالرحيل عن تسيير النادي بمعية مكتبه المسير، وهو ما كرسته المعطيات والأرقام اللحظية، الأخيرة التي تشير إلى أن الأغلبية الساحقة من محبي وأنصار النادي سحبوا ثقتهم في الرئيس الحالي، كما جاء خلال استفتاء لأحد مواقع الأنصار عبر موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، قبل أيام. جدير بالذكر أن الأسابيع القليلة المقبلة تنبئ بتقلبات جديدة داخل البيت "الرجاوي"، إذ أصبح مصير سعيد حسبان، ربان سفينة "الخصراء" معلقا، بعد أن بدأ "برلمان النادي" في التحركات لإشهار ورقة "الفيتو" في وجهه، وإسناد المهمة للجنة من "الحكماء" لإعادة السفينة إلى بر الأمان.