تواصلت الأزمة المالية الخانقة التي بات يمر منها فريق حسنية أكادير لكرة القدم خلال الفترة الأخيرة، لموسم كروي آخر بعد أن باتت بوادر الأزمة الخانقة تلوح في الأفق من جديد مع بداية الموسم الكروي الحالي، إذ فشل المكتب المسير ل""غزالة سوس" مرة أخرى في إيجاد موارد مالية إضافية تمكنه من تغطية مصاريف الموسم دون أي مشاكل، إذ زاد عزوف الجماهير من تقهقر خزينة الحسنية كما كان عليه الحال خلال الموسم الكروي الماضي. واعترف الحبيب سيدينو، رئيس الفريق السوسي، خلال خروج إعلامي له في بداية هذا الأسبوع، بفشلهم في تدبير الملف المالي للحسنية وتقصيرهم في العمل على إيجاد موارد إضافية تغنيهم عن سياسة الترقيع الممنهجة في تدبير الشق المالي ل''غزالة سوس''، قبل أن يرجع سيدينو، كل ذلك لما سماه عدم اهتمام رجال أعمال سوس بالرياضة، إذ رغم أن منطقة سوس تعد منطقة غنية ويتحدر منها العديد من رجال الأعمال، غير أنهم حسبه دائما لا يهتمون بالرياضة، فهل فعلا رجال أعمال سوس لا يدعمون الرياضة؟ يبقى هذا السؤال وجيها والإجابة عنه تبقى محددا أساسيا لفهم ومعرفة مكمن الخلل في علاقة فريق حسنية أكادير برجال أعمال سوس، حيث عكس ما يروج عن علاقة هؤلاء بالرياضة بصفة عامة ودعم الحسنية بصفة خاصة، تبقى معطيات الواقع عكس ذلك، إذ أن العديد من الفرق الوطنية خلال المواسم الأخيرة محتضنة من شركات اقتصادية تعود ملكيتها لأبناء سوس، ومنها فرق لا زالت تستفيد من منح هذه الجهات، كما أن ملتقيات رياضية عالمية تنظم في المغرب باحتضان من شركات تعود ملكيتها لهؤلاء. وغياب دعم رجال أعمال سوس للحسنية مقابل دعمهم لفرق وطنية أخرى باستمرار، يطرح العديد من التساؤلات على من أسندت له مهمة تدبير شؤون الفريق، من منطلق المجهود المبذول والمشروع المقدم لإقناعهم، إذ الاحتضان في مبدئه العام لا يؤمن بالقبلية وموقع الانتماء، بينما بمضمون البرنامج وتفاصيل المشروع، وللأسف يبقى ذلك العبء الكبير ل"غزالة سوس" في ظل غياب هدف محدد ومسطر للراهن والمستقبل القريب والبعيد، وخير دليل على ذلك تعارض أهدف ربان الحسنية ورئيس الفريق في تصريحاتهما بشأن ما يجب أن يحقق هذا الموسم. وتبقى الإشارة ضرورية للتأكيد على كون رجال أعمال سوس يدعمون الرياضية بمفهومها الواسع بشكل كبير، فهناك منهم من احتضن خلال السنوات الأخيرة بانفراد "الماراطون" العالمي للرمال، وآخرون يعدون المحتضن الرسمي لفرق وطنية في القسم الأول، وآخرون نجد لوحات إشهارية لشركاتهم الاقتصادية على جنبات الملعب في مباريات الرجاء، الوداد واتحاد طنجة دون الحسنية، كما أن المجموعة الاقتصادية التي تعد المحتضن الرسمي لممثل سوس منذ سنوات، قد خصصت ميزانية هامة لبناء عشرات ملاعب القرب في إقليمتيزنيت، كما ساهمت بجزء هام في بناء مركبات سوسيو رياضية في الجهة. وفي ظل كل ما سبق، يبقى التأكيد ضروريا في اعتبار مكمن الخلل ليس في رجال أعمال سوس، بينما في غياب من يستطيع إقناعهم بمشروع رياضي يستحق الاحتضان، لأن للأسف حال الحسنية يتراجع خطوات للوراء يوما بعد يوم، والمحتضنون يصعب دعمهم لفريق يكتفي بتنشيط البطولة وإنهاء كل موسم في مراكز تتمحور بين الصف السابع والعاشر، ويخوض أغلب مبارياته على ملعبه أمام 500 متفرج في أبعد تقدير.