مرت حوالي أربعة أشهر على تولي سعيد حسبان رئاسة الرجاء البيضاوي خلفا لمحمد بودريقة، دون أن تظهر أية بوادر لقرب انفراج أزمة الفريق "الأخضر"، المادية والتسييرية، بل ازداد حال البيت "الرجاوي" تدهورا، في ظل عدم توصل لاعبي الفريق الأول بمستحقاتهم المالية التي تراكمت على خزينة النادي، دون الحديث عن المشاكل التي تعيشها باقي الفئات السنية والموظفين والمؤطرين المشتغلين في ملعب الوازيس، وافتقاد الفريق لملعب يستقبل فيه خصومه وغيرها.. وما يزيد الوضع ضبابية، هو الصمت الرهيب لجماهير النادي، ورضوخها المريب لواقع الأزمة التي بهدلت "العالمي" خلال الفترة الماضية وما زالت، إذ أن "غرين بويز" و"أولترا إيغلز"، وحتى مجموعة "درب السلطان"، هؤلاء الذين كانوا إلى وقت قريب صرحا حاميا للرجاء البيضاوي الذي يمحي كل من تسول له نفسه العبث باسم النادي وتاريخه، ونجح بعضهم بكلمة واحدة من 5 حروف "BASTA"، في تنحية عبد السلام حنات قبل سنوات ومهد الطريق لمجيء بودريقة قبل أن يغادر هو الآخر يونيو الماضي بعد وعيد "شعب الخضرا" له، هؤلاء اليوم، انحنوا أمام عاصفة سعيد حسبان، وأوقفوا كل أنشطتهم النضالية لمصلحة الفريق، من وقفات مرعبة، و"ميساجات" في الصميم تجعل المتخاذل في خدمة الرجاء يسارع إلى مراجعة أوراقه لاتقاء شر غضبة "الجراد". خطوة صغيرة من "شعب الخضرا" إلى الأمام، بمسيرة في جنبات الوازيس أسابيع قليلة بعد تولي حسبان الرئاسة، وسط هتافات "الرجا ماشي مقاطعة".. قابلتها خطوات أخرى إلى الوراء، في آن يعتبره الرجاويون غير مناسب لالتزام الصمت، والاكتفاء بمتابعة الرجاء تغرق في مستنقع العشوائية ولامبالاة المسؤولين، علما أنهم كانوا أول من يتحمس لمواجهة أي مشكل يعيق طريق الرجاء ويحتجون ضد كل من يهدد مكتسبات النادي. واختار "وليدات المكانا" كل الحلول التي لا تخدم مصالح الرجاء، من تفرقة وخصام وتعالي الفلاسفة على الماسترز وأصحاب "العقلية الخضراء" على الأساتذة، ليقع بذلك "النسر" جريحا يتقاذفه مكتبه نفسه، ثم السلطات، ف"علماء" الرجاء و"حكماؤه"، إلى حين.