مع وصول قطار تصفيات قارة أمريكا الجنوبية المؤهلة لكأس العالم 2018 لكرة القدم إلى منتصف الطريق، تدرك كل من المنتخبات العشرة المشاركة في هذه التصفيات، ثمن كل نقطة في المباريات المتبقية، وتضع لها حسابات خاصة. وتسدل المنتخبات العشرة الستار على جولة الذهاب في هذه التصفيات بعد غدٍ الخميس، من خلال فعاليات الجولة التاسعة من التصفيات والتي تتجه فيها معظم الأنظار، صوب فرق المؤخرة التي تصطدم في هذه الجولة بالفرسان الثلاثة لجدول التصفيات. وتمتلك منتخبات بوليفيا، وبيرو، وفنزويلا، التي تحتل المراكز الثلاثة الأخيرة، في جدول التصفيات القدرة على تغيير شكل الصدارة، وترتيب المراكز الأولى، من خلال هذه الجولة وقبل بداية مرحلة الإياب، التي تنطلق بفعاليات الجولة العاشرة من التصفيات، الثلاثاء المقبل. ويصطدم منتخب أوروغواي المتصدر (16 نقطة) بعد غدٍ بنظيره الفنزويلي متذيل جدول التصفيات برصيد نقطتين، كما يلتقي المنتخب البرازيلي (15 نقطة) نظيره البوليفي (7 نقاط) فيما يحل المنتخب الأرجنتيني (15 نقطة) ضيفًا على منتخب بيرو (7 نقاط) . وما زالت الفرصة، سانحة أمام كل المنتخبات العشرة المشاركة في هذه التصفيات لحجز إحدى بطاقات التأهل للمونديال الروسي، حيث تتأهل المنتخبات صاحبة المراكز الأربعة الأولى في نهاية التصفيات إلى النهائيات مباشرة، فيما يخوض صاحب المركز الخامس دورًا فاصلاً أمام بطل اتحاد أوقيانوسية. وقبل شهر واحد فقط، كشف رافاييل دوداميل المدير الفني للمنتخب الفنزويلي عن شعوره بالإحباط لحصد نقطتين فقط من أول ثماني مباريات في التصفيات، مشيرًا إلى أن هذا لا يبشر بالذهاب إلى روسيا. وتحلى مدرب فنزويلا ببعض الواقعية، أكد فيها أن فريقه يستغل التصفيات الحالية كجزء من الإعداد في خطته لبلوغ نهائيات كأس العالم التالية، المقررة في 2022 بقطر. لكن هذه التصريحات، التي تبدو في ظاهرها وكأنها تتسم باليأس، قد تكون مؤشرًا على أن الفريق الفنزويلي قد يسعى خلال المباريات العشر المتبقية له في التصفيات الحالية إلى لفت الأنظار إليه من خلال تفجير المفاجآت والتأكيد على بعض التطور التدريجي في مستواه، لاسيما وأنه ليس لديه ما يخسره حاليًا. كما تبدو الفرصة سانحة، أمام منتخبي بيرو، وبوليفيا، لتفجير المفاجأة أمام منتخبي الأرجنتين، والبرازيل، على الترتيب من خلال الجولة التاسعة بعد غدٍ، علمًا بأن منتخبي بيرو، وبوليفيا، ما زالا في بؤرة المنافسة عمليًا على مراكز التأهل للنهائيات حيث تفصلهما ست نقاط فحسب عن منتخبي كولومبيا، والإكوادور صاحبي المركزين الرابع والخامس. وبدأ كل من المنتخبين البوليفي، والبيروفي، مسيرته في التصفيات بشكل سيئ للغاية حيث حقق كل منهما انتصارًا واحدًا فقط في أول ست مباريات خاضها بالتصفيات، وتجمد رصيد بوليفيا عند ثلاث نقاط، مقابل أربع نقاط لبيرو من أول ست مباريات لكل منهما بالتصفيات. لكن وضع الفريقين، تحسن بشكل كبير من خلال الجولتين السابعة، والثامنة، في التصفيات، اللتين أقيمتا الشهر الماضي. وحصد المنتخب البوليفي، بقيادة مديره الفني الجديد آنخيل غييرمو هويوس، أربع نقاط من مباراتيه الشهر الماضي، حيث فاز على بيرو، وتعادل مع تشيلي، فيما حصد منتخب بيرو، ثلاث نقاط من الفوز على الإكوادور. ولهذا، يطمح كل من المنتخبين البيروفي والبوليفي، إلى تأكيد انتفاضته وتفجير المفاجأة في الجولة التاسعة على حساب قطبي الكرة في أمريكا الجنوبية. وإذا كانت نتيجة الجولتين الماضيتين مصدر التفاؤل الأكبر لمنتخب بوليفيا في مواجهة البرازيل بعد غدٍ، فإن مصدر التفاؤل الكبير لبيرو في مواجهة التانجو الأرجنتيني، هو أن المهاجم الأرجنتيني الفذ ليونيل ميسي سيغيب عن هذه المواجهة المقررة في ليما عاصمة بيرو. وحقق المنتخب الأرجنتيني الفوز في جميع المباريات التي خاضها ميسي مع الفريق في هذه التصفيات فيما انتزع انتصارًا واحدًا فقط من خمس مباريات خاضها بدون ميسي. ويستطيع منتخب بيرو بقيادة مهاجمه المخضرم باولو غيريرو، إحراج التانغو الأرجنتيني في غياب ميسي. وبعيدًا عن هذه المواجهات الثلاث المرتقبة بين فرق المقدمة والمؤخرة في جدول التصفيات، تبدو المباراتان الأخريان في هذه الجولة من التصفيات في غاية الصعوبة والتكافؤ، حيث يلتقي المنتخب الإكوادوري (13 نقطة) نظيره التشيلي (11 نقطة) ويحل المنتخب الكولومبي (13 نقطة) ضيفًا على باراجواي (12 نقطة).