فتح دورتموند باب خزينته على مصراعيه هذا الصيف واشترى عددا كبيرا من اللاعبين. ولأول مرة في تاريخه لديه في كل مركز لاعبان على الأقل. وبهذا هناك تشابه مع بايرن ميونيخ لكن هناك أيضا فوارق بين الفريقين. المدرب توماس توخيل، مدرب دورتموند الألماني، هو شخص مولع بالتغيير والتبديل، لدرجة أن مجلة "كيكر" أطلقت عليه في الموسم الماضي لقب "بطل التغيير في ألمانيا"، وقد تفوق في هذه المسألة على غوارديولا. ولا يقوم توخيل بتغيير طريقة اللعب فقط وإنما في مهمات اللاعبين أيضا. فهناك نجوم كانوا أساسيين في عهد كلوب مثل شاهين وسوبوتيتش لم يعد يعتمد عليهم حاليًا بشكل كبير. وبعد رحيل الثلاثي غوندوغان ومخيتريان وهوميلز فتح دورتموند باب خزينته على مصراعيها خلال فترة الانتقالات الصيفية وتعاقد مع ثمانية لاعبين جدد، سببوا ازدحامًا كبيرًا داخل خطوطه، بحيث وصل "كادر" الفريق حاليا إلى 29 لاعبًا. حاليًا يعيش فريق الأسود والأصفر مرحلة عاشها بايرن ميونيخ في زمن غوارديولا، تتمثل في فائض اللاعبين، وبالتالي في إمكانية حدوث منافسة ووقوع حالات تذمر. وقد انطلقت بالفعل في دورتموند معركة المنافسة على حجز الأماكن في تشكيلة الفريق، وسوف تزداد الحدة فيها، وهذه مسألة "يعرفها اللاعبون أيضا ويجب عليهم أن يتأقلموا معها"، حسب ما قال ميشائيل تسورك، المدير الرياضي لدورتموند. ولأول مرة في تاريخ دورتموند يكون لديه في كل مركز من مراكز اللعب اثنان من اللاعبين، كما إن الفريق تحول إلى فريق شبابي تقريبا، فأصبح عدد اللاعبين الذين بلغوا الثلاثين في الفريق حاليا لا يتجاوز ثلاثة لاعبين. وفي المقابل هناك أربعة لاعبين لم يبلغوا بعد سن التاسع عشرة. في مركز حراسة المرمى سيبقى السويسري رومان بوركي أساسيا في الدوري الألماني ودوري أبطال أوروبا، أما المخضرم رومان فايدنفيلر فيبقى أساسيا فقط في مباريات كأس ألمانيا. بينما لا توجد فرصة للحارس الثالث هندريك بونمان إلا في حالة إصابة زميليه. أما في مركزي ظهير الدفاع، الأيمن والأيسر، فهناك خمسة لاعبين على الأقل يتنافسون عليهما. وفي مركز قلب الدفاع الأولية، فعند مقارنة سوكراتيس وبارترا بسفين بندر وماتياس جينتر، فإن مجلة "كيكر" تعتبر أن قوة سوكراتيس في الالتحام الثنائي وكذلك سرعته تجعل منه التكملة المفيدة لبارترا، القوي من الناحية التقنية. بينما تتوفر لدى توخيل خيارات كثيرة في مركز لاعب خط الوسط المدافع. حيث يوجد نوري شاهين، الذي لم يلعب حتى الآن في الموسم الجديد، وهناك أيضا يوليان فايجل، والوافد الجديد من بايرن سيباستيان روده، إضافة إلى جونزالو كاسترو وميكل ميرينو. ومن الواضح أن شاهين وميرينو "لديهم أسوأ الكروت" في هذا المركز، حسب "كيكر". وفي مركز جناحي الوسط المهاجم هناك أندريه شورله، وعثمان ديمبلي، وكريستيان بوليسيتش وماركو رويس (مصاب حاليا). وفي خط الوسط المهاجم أو مركز صانع الألعاب فهناك شينجي كاجاوا وماريو جوتزه وإمرى مور، الذي يمكنه أيضا اللعب كجناح. اختلاف عن بايرن أما في خط الهجوم فالمكان محجوز لأوباميانغ، بينما سيتحتم على الكولومبي أدريان رواموس الانتظار، كما حدث في الموسم الماضي. كما إن توخل يمكنه أن يلعب في خط الهجوم أيضا بشورله ورويس وغوتزه. وجود فريقين لدى دورتموند حاليًا يشبه وضع بايرن في ظل غوارديولا، والذي يتواصل أيضا في ظل المدرب الجديد أنشيلوتي. لكن الفارق الأهم بين الفريقين حسب ما يرى موقع "فوكوس" هو أنه إذا حدثت مشاكل في تأقلم الموهبة الجديدة ريناتو سانشيز في بايرن، فإن لدى بايرن البدائل على أعلى مستوى، أما دورتموند فيجب على الوافدين الجدد أن يجيدوا دفعة واحدة. وقد حدث أن وقع في فترة قيادة عوارديولا مشاكل وتذمر من طرف اللاعبين، الذين لم يكن يشركهم المدرب في المباريات. وكانت هناك أوقات لم يلعب فيها ليفاندوفسكي نفسه. وانشغل الرأي العام بتذمر لاعبين مثل ماريو غوتزه، الذي رحل مع زميله في بايرن سباستيان روده إلى فريقهما الحالي دورتموند. وحتى الآن لم يقع تذمر في دورتموند، لكن السؤال المهم هو إلى متى سيستمر هذا الوضع؟