عانى المغرب من موسم "أسود" العام الماضي، حيث عرف أحداث شغب في الملاعب الرياضية وخارجها، أدت بأرواح العديد من الأشخاص، وتسببت في اعتقال آخرين، فيما أسالت دموع أمهات لفقدان فلذات كبدهن.. أحداث زرعت الرعب في المواطن المغربي، وجعلت الأسر تحذر أبناءها من اتخاذ المركب الرياضي وجهة لهم نهاية الأسبوع، لمتابعة مباراة كرة القدم لإحدى فرقهم المفضلة، خوفا من ذهاب بدون عودة. ينطلق الموسم الرياضي الجديد، وتنطلق معه مخاوف من تكرار سيناريو الموسم الماضي، إذ ستعود الجماهير إلى أماكنها المعهودة في المدرجات من جديد لتشجيع فرقها المفضلة، وستتنقل من مدينة إلى أخرى رغبة منها في مؤازرة لاعبي فريقها، فيما قد تتجدد أعمال الشغب مع كل انتقال لفئة من الجماهير، وقد تتخذ إجراءات منع البعض من التنقل إلى مدن أخرى لتفادي وقوع أي أعمال شغب وعنف، أو رد دين سابق أو ما شابه. "حل الإلتراس"، قرار صادر عن وزارة الداخلية من أجل مواجهة أعمال الشغب، والحد من تنامي الظاهرة داخل الملاعب، التي أخذت أبعادا خطيرة، وذلك بتجميد أنشطة "الإلترات" المغربية نتيجة افتقادها للصفة القانونية، ولتحملها جزء من المسؤولية.. غير أن القرار طرح مجموعة من التساؤلات عن الكيفية التي سيتم اعتمادها لتطبيق هذا القرار، إذ سبق لمنصف اليازغي، الباحث في مجال السياسات الرياضية، أن علق على الموضوع قائلا: " الأمر يتعلق بجماعات وليست جمعيات سيتم حلها، وبالتالي ستحل ماذا ومن وكيف، القرار صدر ويستوجب توضيحات أكثر من قبيل كيف سأحل تجمعا بشريا وأمنعه من النشاط؟ .. حل الإلتراس جاء سهلا على مستوى التصريح، لكن التطبيق قد يطرح إشكالات عديدة". وفي المقابل نجد الفصائل المغربية، تدافع هي الأخرى عن التهم المنسوبة إليها، وتؤكد على أن "الإلترات" تعمل من جانبها على الحد من ظاهرة الشغب في الملاعب، وتحاول توعية المنخرطين بخطورتها، موضحة أن دورها يتجلى في تأطير الجماهير الرياضية، وصنع الفرجة على المدرجات من خلال تقديم لوحات فنية، دون تسببها في الشغب، حسب ما ذكره بعض أعضاء الفصائل في تصريحات سابقة ل"هسبورت"، كما أنها ترفض رفضا قاطعا قرار تجميد أنشطتها متمسكة بعودتها إلى المدرجات، واختارت أسلوب الكتابات الحائطية من أجل الضغط، والبحث عن حل لهذا المشكل. في ظل كل هذه الإكراهات، هل ينجح المسؤولون في الحد من هذه الظاهرة المخيفة، والبصم على موسم "أبيض" دون أعمال شغب أو عنف في الملاعب الرياضية المغربية، تودي بأرواح أشخاص هدفهم الاستمتاع بالرياضة الأكثر شعبية في العالم، والعودة سالمين إلى بيوتهم بعد انتهاء المباراة.