بادرت الإلتراس المغربية في الآونة الأخيرة إلى الالتئام وتوحيد المواقف في أفق استعادة مكانتها والالتحاق مرة أخرى ب"كورفات" الملاعب، وعكفت على القيام بمجموعة من الخطوات للتعبير عن رفضها قرار المنع الذي طال أغلبها ابتداءً من الثلث الأخير من منافسات الموسم الكروي الماضي. وأطلق "اتحاد الإلتراس المغربي" في آخر نشاط له للتعبير عن رفضه قرار المنع الذي طال الفصائل المغربية، حملة "الغرافيتي" التي شاركت فيها أغلب المجموعات، وذلك بكتابة كل فصيل عبارة "الإلتراس لن تحل" على جدران مدينته، في أكبر الشوارع وأنشط الطرق لضمان وصول الرسالة للمسؤولين دون تأخير. وكانت الإلتراس المغربية قد أعلنت عن مقاطعتها لذهاب وإياب الدور المقبل من منافسات كأس العرش، فضلاً عن الدورات الأربع الأولى من البطولة "برو"، داعيةً في هذا السياق، الجهات المعنية إلى مراجعة قرارها حول "نبذ ومحاربة الإلتراس ونزع القيود عنها وفتح باب الحوار والنقاش الهادف والبناء والموضوعي لضمان عودة الجماهير وعدم الحط من كرامتها، وإعادة النظر في القوانين الزجرية التي تضع من يشجع فريقه ومن يقتل النفوس في كفة واحدة، مع العمل على إيجاد حلول بديلة للقمع والتعسف إن كنا حقا نسعى للخروج بالمغرب من دوامة العالم المتأخر"، يقول بلاغ اتحاد الفصائل المغربية. واتفقت غالبية الفصائل المشجعة للأندية الوطنية على توحيد الصفوف كإجراء أولي، ثم محاولة إزالة الصورة السلبية التي ألصقت ب"الإلتراس" بعد أحداث شغب متفرقة في عدد من الملاعب الوطنية، لعل أبرزها سقوط ضحيتين من جمهور الرجاء، بعد صراع بين فصيلي "غرين بويز" و"الإيغلز"، المشجعين للنادي نفسه، في ملعب محمد الخامس قبل 5 أشهر. وتبقى إمكانية عودة "الإلتراس" المغربية لمزاولة نشاطها بشكل عاد في الملاعب الوطنية رهينا بقرار وزارة الداخلية والولاة، ذلك أنه ورغم هيمنة الروح الرياضية على مجموعة من الملاعب مع نهاية الموسم الرياضي، وتراجع مظاهر الشغب، إلا أن عودة هذه الفصائل وبالشكل الذي تحبذه قد لا يكون بتلك السهولة وبات "الغرافيتي"، أو الرسم على الجدران، وسيلةً للإلتراس عبر العالم، للإطاحة بكل مسؤول سولت له نفسه العبث بتاريخ النادي الذي تسانده، كما أصبح أداةً للتعبير عن الآراء والتوجّهات، وكذا للاحتفاء برموز النادي وتخليدها.