في حقبة قيل فيها إنها زمن الاحتراف الكروي عنوةً، يجد المتتبع نفسه في كل مرة أمام مسلسل جديد لعملية طلاق عسيرة بين أطر وطنية لها وزنها في الميدان من مسؤولي أندية ومؤسسات تتغنى بكونها "برو"، فتمس كرامة الأول و"يبهدل" بشكل مثير قبل تمكينه من مستحقاته، فتجده، كيفما كان وضعه، يروح ضحية لكواليس "قذرة" وخطط "دنيئة" للإطاحة به، وهكذا هو المسلسل حلقاته دائرة. وكما كان "الجنرال" محمد فاخر إلى وقت قريب ضحية لمكتب محمد بودريقة، الذي حرمه من كتابة صفحة جديدة من تاريخ الرجاء البيضاوي، بإبعاده عن الإدارة الفنية ل"النسور" قبل أيام من انطلاق "الموندياليتو" لصالح التونسي فوزي البنزرتي، وكما تخلت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم عن خدماته في تدريب المنتخب المحلي، ها هو "الجنرال نفسه تصيد فرصة للإطاحة بزميله رشيد الطاوسي وخلافته في تدريب الرجاء، بطريقة أثارت امتعاض المتتبعين، خاصةً وأن رئيس النادي سعيد حسبان، لم يكلف نفسه عناء التفاوض مع مهندس ثلاثية "الماص" سابقاً، بل أخلف مواعيده ووعوده وأعطى تعليماته لأمن مركب الوازيس بمنعه وطاقمه المساعد من ولوج مقر النادي، في منظر مهين للكرة الوطنية عموماً وليس للإطار الوطني فقط. وقبل أشهر قليلة فقط، وبطريقة لم يتقبلها الشارع الكروي المغربي، تخلت الجامعة بشكل مفاجئ عن خدمات الناخب الوطني بادو الزاكي، في وقت كان فيه الأخير ماضياً في تحقيق أهدافه، بل وإن قرار الإقالة جاء بعد 12 ساعة فقط من نفي فوزي لقجع، رئيس ال FRMF، وجود أي نية للتخلي عن خدمات الزاكي، وأنه استغرب من إشاعة خبر إقالته وأن أي قرار من هذا النوع ستكون له الشجاعة لإعلانه بشكل رسمي، فضلاً عن اللغط الذي أثارته طريقة الطلاق التي قيل عنها في الأول إنها بالتراضي ليتبين بعد ذلك أن الأمور أخذت منحى آخر، بخست من قيمة الرجل الذي حمى عرين "الأسود" منذ مدة، ورسم على وجوه المغاربة آخر بسمة كروية منذ أزيد من 12 عاماً. باتت الطريقة التي يتم بها الانفصال عن الأطر الوطنية وما يصاحبها من كواليس تمس الكرة الوطنية قبل الأشخاص، تضع مسألة حماية المدرب من خبث المسيرين محل نقاش، فضلاً عن دور ودادية المدربين، برئاسة عبد الحق "ماندوزا" التي غدت هي الأخرى متفرجاً على حلقات عقود تفسخ من طرف واحد، يلعب فيها المدرب دور الضحية وقناع الشرير الهاوي يلبس بإتقان للمسير، في مسلسل الكرة المغربية "الاحترافية".