خمسون عاما مرت على ذلك اليوم المجيد في تاريخ كرة القدم الإنجليزية، الذي شهد تتويج منتخب "الأسود الثلاثة" بلقب كأس العالم، وهناك من يتخوف من أن يطول الانتظار أكثر من هذا بكثير قبل أن يصبح بطلا من جديد. ففي مثل هذا اليوم ولكن عام 1966 اتحدت الأمة بصورة لم تشهدها كثيرا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، عندما فاز المنتخب الإنجليزي، بقيادة المدرب ألف رامسي، 4-2 على ألمانيا الغربية في الوقت الإضافي ليفوز بكأس العالم للمرة الأولى والوحيدة حتى الآن. وبمرور السنين أصبح هذا الحدث الكروي جزءا أصيلا من الثقافة الشعبية البريطانية، ما يتجسد في كتاب صدر في العام الماضي تحت عنوان "1966: عام الإنجاز." وفي إطار الاحتفال بهذه الذكرى أفردت وسائل إعلام بريطانية مساحة كبيرة لإحياء ذكرى هذا الفوز، بينما تخصص هيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي" نحو 12 ساعة من البث الإذاعي لهذه المناسبة أيضا. ويشمل هذا السماح لجماهير كرة القدم بمداخلات هاتفية على مدار 90 دقيقة للتعليق على الوضع الراهن والسابق للمنتخب الإنجليزي. وأصبح سام ألاردايس المدرب رقم 12 الذي يتولى مسؤولية المنتخب بعقد طويل الأمد منذ أقيل رامسي في 1974. وحققت إنجلترا أفضل نتيجة منذ ذلك الحين بالخسارة بركلات الترجيح في قبل نهائي كأس العالم 1990، بقيادة المدرب بوبي روبسون، والخروج من نفس الدور في بطولة أوروبا 1996 بقيادة تيري فينابلز. وثأر المنتخب الألماني وبقوة من خسارته في 1966 بفوزه بهذين اللقاءين ليحقق لقبي البطولتين. وفي آخر بطولتين فازت إنجلترا بقيادة روي هودجسون بمباراة واحدة فقط من أصل سبع إجمالا وقدم المنتخب الإنجليزي في كأس العالم 2014 أسوأ مستوياته في مشاركاته في البطولة. وكان الخروج من بطولة أوروبا 2016 على يد أيسلندا مخجلا بصورة خاصة، ما ألقى بظلال من الشك على تصريح الرئيس السابق للاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، جريج دايك، الذي قال قبل ثلاث سنوات إن الهدف هو الفوز بكأس العالم 2022. وقال دايك قبل مدة قصيرة "كنا نستحق الفوز ببطولة في آخر 50 عاما. ولم نحقق ذلك. ولكننا سنفوز خلال 50 عاما القادمة وأتمنى أن يكون قبل ذلك بكثير". فيما عبر آخرون عن عدم اقتناعهم بما قاله دايك. وقال المهاجم السابق آلان شيرر لبي.بي.سي "الدوري الإنجليزي الممتاز يعمي بصيرتنا". وقال "نعتقد أنه الأفضل في العالم على مستوى الموهبة. هذا ليس صحيحا. ونعتمد بالكامل في ذلك على لاعبين ومدربين أجانب من أجل الإثارة. لسنا جيدين كما نعتقد". وليس غريبا في هذه الظروف أن تزداد شهرة اللاعبين الذين حققوا إنجاز 1966 بمرور السنين ومع كل إخفاق دولي جديد. ويعاني عدد من عناصر هذا الفريق الذين لا يزالون على قيد الحياة من المرض ما يضفي مزيدا من المشاعر على ذكريات فوزهم بكأس العالم. ولا يزال تسعة منهم على قيد الحياة ولكن أكثر من ستة منهم يعانون إما من السرطان أو فقدان الذاكرة. وتوفي القائد بوبي مور جراء إصابته بالسرطان في 1993 عن 51 عاما ولحق به المدرب رامسي في 1999 ثم لاعب الوسط الآن بول بعد ثماني سنوات. وقال الحارس جوردون بانكس هذا العام "كفريق لا تزال تربطنا صداقة رائعة ولا زلنا على اتصال.. ولكن تزداد صعوبة اللقاء مع بعضهم الآن لأنهم ليسوا بحالة جيدة."