يسعى الوداد البيضاوي لمواصلة مشواره في دور المجموعتين من منافسات دوري أبطال إفريقيا بدون عثرة، لضمان العبور إلى دور النصف من البطولة باكراً، دون تكليف نفسه وجماهيره عناء الحسابات، لعل هذا المسار الذي بدأه رفاق النقاش بإقصاء "الطاغية"، حامل اللقب، من قلب لوبومباشي، بشيراً ليستعيد "الوداديون" ذكريات أم درمان، عندما تسلم فخر الدين رجحي الكأس "الغالية" من يدي عيسى حياتو عام 1992. أبناء الويلزي جون توشاك، يقفون السبت أمام الأهلي المصري، في فرصة سانحة لتأمين صدارتهم، إن هم أحسنوا استغلال "الرجة" التي يعيشها الأهلي، متذيل ترتيب المجموعة برصيد خال من النقاط؛ فهل يقلب الوداد الطاولة على "المارد" المصري في القاهرة؟ تناقضَاتُ الأرصدة يتصدر الوداد البيضاوي مجموعته بالعلامة الكاملة (ست نقاط)، في وقت يخيم فيه "الصِّفر" على أذهان "الأهلاويين" الذين سقطوا في المباراتين الماضيتين أمام كل من زيسكو يونايتد الزامبي وأسيك ميموزا الإيفواري؛ عامل كافٍ يجعل من نفسية الفريقين في قمة التناقض، اللهم إن قَوِيَ "المارد" المصري على دخول نزال السبت مستقوياً بالرغبة في الانتفاض وبمناعة أوجاع الجولتين الماضيتين. وسيكون الأهلي مطالباً بتفادي أي نتيجة غير الفوز على الوداد البيضاوي إن هو أراد إنعاش حظوظه في الدفاع عن سمعته قارياً موازاةً مع تتويجه محلياً، في الحين الذي بلغ فيه عزم "الوداديين" ذروته لتعزيز صدارتهم للمجموعة قبل بلوغ الجولات الحاسمة وكف مكونات النادي شر الحسابات. حمَاس مجمُوعة توشاك تعيش المجموعة "الودادية" واحدةً من أفضل فتراتها بعدما نجحت في تجاوز أزمة التفريط في الاحتفاظ بدرع الدوري سريعاً، لتدخل مرحلة "المجموعتين" من العصبة بروح قتالية، كانت كفيلةً بجعل مسار الوداد بدون خطأ، على الأقل حتى حدود الجولة الثانية، مستغلاً هفوات الكبار للانقضاض على الصدارة، والانتشاء بالريادة ما دام العامل الذهني مهم في هذه المرحلة من المسابقة. وأكد مسؤولو الوداد البيضاوي في غير ما مرة أن التفاؤل والحماس يطبع الأجواء داخل القلعة "الودادية"، قبل السفر إلى القاهرة غداً، وأن المجموعة عازمة على العودة بنتيجة إيجابية من هناك لتعزيز مركزها في الصدارة والوثوق أكثر بقدرتها على مواصلة المشوار، والمنافسة على اللقب حتى آخر رمق. أهلي غير مُكتمل الصّفوف في وقت يحتاج فيه الأهلي لكل ركائزه من أجل تدارك الهزيمتين اللتين تجرعهما في الجولتين الماضيتين أمام الأسيك الإيفواري وزيسكو الزامبي، وتحقيق نتيجة إيجابية أمام الوداد البيضاوي، تحيي آماله في مواصلة المغامرة القارية، ها هو نادي "القرن" وجد نفسه في موقف حرج، مجرداً من أبرز لاعبيه قبل مواجهة المتصدر. وسيفتقد الأهلي في مباراته أمام الوداد البيضاوي لجهود مهاجمه الغابوني، ماليك إيفونا، الذي وقع أمس في كشوفات تيانجين الصيني، بالإضافة إلى رمضان صبحي الذي يقوم هو الآخر بآخر الترتيبات قبل الالتحاق بنادي ستوك سيتي الإنجليزي، فيما تهدد الإصابة مشاركة لاعبين آخرين في المباراة المذكورة، أهمهم عبد الله السعيد الذي يسارع الزمن من أجل التعافي كلياً من تبعات إصابته. الوداد.. ورَقة ضغط على طاقَم الأهلي بات مصير الطاقم التقني لنادي الأهلي، للاستمرار في مهمته، رهين بنتيجة المباراة المقبلة التي تنتظره في "العصبة" أمام الوداد البيضاوي، إذ أكدت مصادر مصرية متطابقة، أن محمود الطاهر، الرئيس "الأهلاوي" يعتزم إقالة مدرب الفريق مارتن يول، وباقي أعضاء طاقمه، في حال الهزيمة أمام رفاق ابراهيم النقاش. وسيشكل هذا التسريب ضغطاً إضافياً على الطاقم التقني لنادي الأهلي، الذي سيكون مطالباً بإحداث "ثورة" أمام فريق هو المتصدر للمجموعة، وهو ماسيزيد من صعوبة المهمة إن استسلمت العارضة الفنية فعلاً لهذا الضغط. ثقة "الوينريّون" بات المجموعة "الودادية" مطالبة أكثر من أي وقت مضى بالتعامل مع طموحات جمهوره بجدية ومسؤولية؛ إذ أن المسار الصحيح الذي بصم عليه أبناء توشاك إلى حدود الساعة في دور المجموعتين، دفع الأنصار للرفع من سقف طموحاتهم، والمناداة باللقب ولا شيء غيره. غير المطالبة بالتعاقد عاجلاً مع مهاجم صريح، يقسو على شباك الخصوم في باقي المباريات التي تنتظر الوداد في منافسات العصبة، فالجمهور "الودادي" يبدو إلى حد الساعة راضياً على التركيبة البشرية للنادي التي اكتسحت التشكيل المثالي للجولة الثانية من منافسات "العصبة"، حسب تسميات موقع الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم.