بشق الأنفس وبهدف أسطوري تغلب منتخب فرنسا على منتخب رومانيا 2-1 السبت (10 يونيو) في افتتاح كأس الأمم الأوروبية يورو 2016. تقدم أصحاب الأرض بهدف لأوليفييه جيرو ثم تعادل ستانشو لرومانيا من ركلة جزاء. وقبل أن تلفظ المباراة أنفاسها أطلق ديميتري باييه كرة صاروخية سجل بها هدف الفوز. وبعيدا عن الناحية الفنية للفريقين كان من الملفت للأنظار أن الهدف الأول لفرنسا وهدف التعادل لرومانيا جاءا من خطأين تحكميين واضحين. فهدف جيرو جاء بعدما دفع اللاعب الفرنسي يدي حارس مرمى رومانيا تاتاروسانو وهما في الهواء فمنعه من التصدي للكرة فمرت منه لترتطم برأس جيرو وتدخل الشباك في الدقيقة 57 من المباراة. وفي الدقيقة 64 أعطى الحكم ركلة جزاء صحيحة لصالح الروماني نيكولاي ستانشو بعدما عرقله الفرنسي إيفرا في منطقة الجزاء. لكن الخطأ هنا هو أن تلك اللعبة جاءت مباشرة بعد خطأ من لاعب رومانيا دينيس أليبيك ضد المدافع الفرنسي بلايز ماتويدي لم يحتسبه الحكم. الحكم يكرر أخطائه في البطولة الماضية حكم المباراة المجري فيكتور كاساي (40 عاما) هو في الواقع صاحب خبرة. فقد شارك في التحكيم في مونديال جنوب إفريقيا حيث أدار مباراة ألمانيا مع إسبانيا في قبل النهائي. كما حكم مباراة برشلونة ومانشستر يونايتد في نهائي أبطال أوروبا عام 2011. وكان مؤخرا الحكم الرابع في نهائي دوري أبطال أوروبا بين الريال وأتليتيكو مدريد. كما أنه سبق وشارك في تحيكم كأس أمم أوروبا 2012، التي أقيمت في أوكرانيا وبولندا. لكن أداءه في أمم أوروبا الماضية صاحبته أخطاء أيضا. حيث لم يحتسب كاساي هدفا صحيحا لأوكرانيا بعدما اجتازت الكرة خط مرمى إنجلترا في مباراتهما في مدينة دونيتيسك الأوكرانية. وخسرت أوكرانيا تلك المباراة بهدف، لم يكن ليحتسب أصلا لأنه جاء من تسلل، وودعت البطولة التي كانت تقام على أرضها. وبعد تلك المباراة تم إيقاف كاساي عن المشاركة في البطولة. وكان الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يريد بمنحه صافرة المباراة الافتتاحية توجيه رسالة على أن مباراة أوكرانياوإنجلترا موضوع قد انتهى. فماذا سيحدث بعد خطئه في افتتاح البطولة الحالية؟ يتساءل موقع "تي زد" الألماني. الحاجة لحكام محترفين الحقيقة أن الحكم فيكتور كاساي أدار المباراة عموما بشكل جيد بالنظر إلى كافة الظروف المحيطة به. لكن عند تسجيل جيرو هدفه في مرمى رومانيا اعترض الحارس الروماني، دون جدوى. وقال السويسري أورس ماير، الحكم السابق، والمحلل بالقناة الثانية الألمانية (ZDF) إن الحارس لديه حق تماما "إذا قمت بدفع يد حارس المرمى قبل أن تلعب الكرة فهذا يعد خطأ". وتساءل ماير: "إن لم يكن هذا خطأ فماذا يكون الخطأ إذن؟". ومع تسليم أوليفر كان الحارس الدولي السابق والخبير الكروي الحالي بقناة (ZDF) بخطأ جيرو مع الحارس الروماني إلا أنه قال: "مثل هذه المواقف من النادر أن يراها الحكام". ويوافق ماير بأن هذا الموقف كان صعبا جدا بالنسبة للحكم، وأضاف "هناك شيء واحد يمكنه تجنب تلك الأخطاء هو تعليم الحكام بشكل أفضل بشأن تلك المواقف". وتابع ماير حسبما نقل موقع "فوكوس" الألماني: "نحن الحكام يجب أن نرى مثل هذه المشاهد مرة حتى لا نفاجأ بها.. لو كان الحكام محترفين لقاموا بالمزيد والمزيد من التدريبات العملية، ومن ثم يمكنهم الحكم بشكل أفضل على مثل هذه المواقف". لكن ماير نفسه الذي شارك في التحكيم في مونديال فرنسا 1998 واليابان وكوريا 2002 وبطولات أوروبية مختلفة ارتكب أيضا خطأ في مباراة كانت رومانيا طرفا فيها. حيث إنه في يورو 2004، احتسب هدفا من موقف تسلل للدنمارك في مرمى رومانيا كما أن اللاعب الدنماركي كان قد لمس الكرة بيده قبل تسجيله الهدف. وقد كرر ماير اعتذاره واعترافه بخطئه، ويؤكد أنه لابد من أن يصبح الحكام محترفين لكي يتفرغوا للتدريبات "أيضا يجب أن يكون حكام البوندسليجا حكاما محترفين. يجب أن يكون أفضل 30 حكما في أوروبا حكاما محترفين".