جذبت بعض الأسماء في الملاعب الأوروبية الأضواء بشدة خلال هذا الموسم، بعدما استطاعت أن تضع نفسها في مصاف لاعبي الطراز الأول. فالجزائري رياض محرز والإنجليزي جيمي فاردي بأدائهما الذي فاق كل التوقعات مع ليستر سيتي هذا الموسم، سحبا البساط من أسماء ثقيلة في إنجلترا مثل واين روني وسيرجيو أغويرو ودييغو كوستا، أو حتى صفقات تغنت لها وسائل الإعلام مثل تعاقد مانشستر يونايتد مع أنطوني مارسيال وضم مانشستر سيتي لرحيم ستيرلنغ بأرقام كبيرة، وقاد محرز زفاردي فريق "الثعالب" إلى منصة التتويج بلقب البريمييرليغ في المرة الأولى في تاريخه. وفي إسبانيا، قدم أتلتيكو مدريد موسما كبيرا في طريقه لنهائي دوري الأبطال بفضل لاعبه الفرنسي أنطوان غريزمان ليصبح على بعد خطوة مع معانقة الكأس ذات الأذنين. وكان حارس ريال مدريد كيلور نافاس قاب قوسين أو أدنى من الرحيل عن صفوف النادي الملكي، ولكنه تحول خلال الموسم إلى الحارس الأمين على شباكه. وفي ما يلي قائمة بأبرز النجوم الذين توهجوا في الملاعب الأوروبية هذا الموسم: استطاع الجزائري رياض محرز أن يحفر اسمه بحروف من نور في ذاكرة التاريخ بعدما أصبح أول لاعب إفريقي وعربي بتوج بلقب أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي الذي قاد فريقه ليستر سيتي للفوز بلقبه لأول مرة في تاريخه الذي يمتد ل132 عاما. ولم يتخيل كثيرون أن يصبح محرز (25 عاما) أول لاعب جزائري يتوج بلقب البريمييرليغ، خاصة أن فريقه ليستر كان يصارع الهبوط الموسم الماضي. وكان محرز قد انتقل إلى فريق الذئاب في يناير 2014 مقابل 400 ألف إسترليني قادما من نادي لوهافر المنتمي إلى دوري الدرجة الثانية الفرنسي، وساهم في صعوده للدوري الإنجليزي الممتاز. وربما كانت بداية صانع الألعاب الجزائري المتواضعة هي التي أبعدته عن الأضواء في المواسم الماضية، حيث لعب 3 أعوام لنادي لوهافر لم يسجل فيها سوى 6 أهداف رغم مشاركته في 60 مباراة. وشد اللاعب الرحال بعدها إلى ليستر في يناير 2014 ليساهم في تتويجه في الموسم نفسه بلقب التشامبيونشيب ويعيده إلى البريمييرليغ، لكنه لم يحرز سوى 4 أهداف في موسم 2014/2015 الذي نجا فيه فريقه بصعوبة من دوامة الهبوط. وتقدر وسائل إعلام إنجليزية سعر محرز الذي توهج هذا الموسم ليسجل 18 هدفا ويصنع 10 أخرى ب35 مليون إسترليني. وتربط تقارير رياضية اللاعب بالانتقال لأندية أوروبية كبرى أبرزها برشلونة الإسباني. لم يكن يتوقع أكثر المتفائلين أن يتمكن جيمي فاردي الذي لعب طوال مسيرته في أندية الهواة والدرجة الثانية والثالثة في إنجلترا من قيادة فريقه نحو معانقة درع البريمييرليغ. ولعب فاردي (29 عاما) لأندية هواة ودرجة ثالثة قبل أن ينتقل إلى صفوف ليستر في صيف 2012، بينما كان ينافس في صفوف دوري الدرجة الأولى الإنجليزي (تشامبيونشيب) ليحرز لقب البطولة في 2014 ويشارك محرز رحلة الصعود للبريمييرليغ. قدم فاردي موسما متواضعا في عامه الأول في البريمييرليغ الذي سجل فيه 5 أهداف، ونجا فيه الفريق بصعوبة من الهبوط. توهج فاردي مع باقي لاعبي الفريق في الموسم الثاني لليستر في الدوري الإنجليزي الممتاز تحت قيادة المدرب الإيطالي كلاوديو رانييري ليساهم في تتويجه باللقب، بعدما أحرز 24 هدفا وصنع 8 أخرى. وتقدر الصحف الرياضية قيمة فاردي الذي كان قد انضم لصفوف ليستر مقابل مليون إسترليني في صيف 2012 حاليا ب35 مليون إسترليني. ووقع فاردي على عقد تمديد مع ليستر في فبراير الماضي حتى 2019، ورغم تأكيد رانييري على تمسكه باللاعب في الموسم المقبل الذي سينافس فيه ليستر للمرة الأولى بدوري الأبطال، إلا أن تقارير تربطه بالانتقال الصيف المقبل لأندية عريقة في القارة العجوز. كان الجسد النحيل والهزيل لأنطوان غريزمان في صغره سببا لرفض أكاديميات كرة القدم في بلده فرنسا ضمه إلى صفوفها، لكن ضعف بنيته لم يفت في عضده وإصراره على أن يكون واحدا من نجوم اللعبة. كان غريزمان يتحدى نفسه بعبور الحدود كل يوم من بايون الفرنسية للعب في فريق ريال سوسيداد الإسباني، حيث بدأ مسيرته ولعب له خمسة مواسم قبل أن ينتقل إلى أتلتيكو مدريد في صيف 2014. وسعى غريزمان بقوة منذ أن وطأت قدماه مدريد لكي يحجز لنفسه مكانا بين لاعبي الطراز الأول ليحرز في موسمه الأول مع الروخيبلانكوس 25 هدفا و31 في الثاني. وساهم غريزمان بشكل كبير في عودة الأتلتي لنهائي دوري الأبطال بعد عامين بعدما أحرز وصنع العديد من الأهداف المؤثرة في مشوار الفريق هذا الموسم، وبخاصة تسجيله في مرمى بايرن ميونيخ في إياب نصف النهائي ليتأهل بأفضلية الهدف خارج الارض (2-2). انضم الحارس الكوستاريكي كيلور نافاس إلى صفوف ريال مدريد بعد تألقه مع منتخب بلاده في مونديال 2014 لكنه ظل أسير مقاعد البدلاء في موسمه الأول مع الفريق في ظل وجود الحارس الأسطوري للفريق إيكر كاسياسإ وكان نافاس في طريقه الصيف الماضي للرحيل عن الميرنغي الذي لم تقتنع إدارته بأدائه، فاتجهت للتعاقد مع حارس المنتخب الإسباني ديفيد دي خيا لتعويض رحيل كاسياس إلى بورتو. لكن الصفقة التي أبرمها ريال مدريد بالفعل مع مانشستر يونايتد لمبادلة نافاس بدي خيا، كتب لها الفشل بسبب مشاكل إجرائية في تسجيل الأوراق في اللحظات الأخيرة لفترة القيد. قدم نافاس أداء رائعا مع ريال مدريد خلال الموسم واكتسب ثقة جماهير الفريق وحافظ على شباكه في 741 دقيقة متتالية في دوري الأبطال، وهو رقم لم يحققه من قبل سوى ينز ليمان ب853 دقيقة متتالية مع أرسنال بين فبراير 2005 وشتنبر 2006. وبفضل الأمان الذي اكتسبه ريال مدريد في حراسة المرمى في وجود نافاس، استمر ريال مدريد في المنافسة على لقب الليغا مع برشلونة حتى المباراة الأخيرة، وتأهل لنهائي دوري أبطال أوروبا، حيث سيواجه أتلتيكو في 28 ماي. استطاع توتنهام المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز مع ليستر سيتي حتى الرمق الأخير من المسابقة، وذلك بفضل مهاجمه الشاب هاري كين الذي قدم موسما استثنائيا سجل فيه 31 هدفا للفريق. وأصبح كين (22 عاما) أكثر اللاعبين تسجيلا في تاريخ توتنهام خلال موسم واحد في البريمييرليغ برصيد 25 هدفا ليتوج هدافا للبطولة. وأنعش تألق هاري كين مع هداف ليستر سيتي جيمي فاردي هذا الموسم آمال الجماهير الإنجليزية في الفوز بلقب بطولة أوروبا المستعصي على منتخب الأسود الثلاثة. وتربط تقارير اسم كين بالانتقال لريال مدريد أو بايرن ميونخ الصيف المقبل. قدم المهاجم الغابوني بيري ايمريك أوباميانغ موسما استثنائيا بعد تألقه الشديد مع فريق بروسيا دورتموند الذي سجل له 25 هدفا هذا الموسم بالبوندسليغا و11 في الدوري الأوروبي و3 في كأس ألمانيا. وساعد التألق الشديد لأوبامايانغ (26 عاما) هذا الموسم بشكل كبير في عودة دورتموند لمستواه المعهود، ليحتل الفريق وصافة المركز الثاني في الدوري الألماني وبلوغ الدور ربع النهائي في الدوري الأوروبي.