منذ تتويج "فريق الأحلام" بقيادة يوهان كرويف بلقبه الأول لليجا في 1990-91 تحت قيادة الهولندي يوهان كرويف، وأرقام العملاق الكتالوني تتحدث عن نفسها منذ ذلك الحين، فالفريق توج ب14 لقبا للدوري المحلي خلال ال25 عامًا الأخيرة، ضعف ما حققه ريال مدريد في نفس الفترة. وخلال الربع قرن الأخير، توج أتلتيكو مدريد بلقب الليجا مرتين، وفالنسيا مثلهما وآخر لديبورتيفو لاكورونيا، لكنهم جميعا يبتعدون بفارق شاسع خلف برشلونة. وبدأت أفضل حقبات برشلونة مع يوهان كرويف، ذلك المدرب الملقب ب"الجناح الطائر" الذي توج بأربعة ألقاب متتالية لليغا (1990-91 و1991-92 و1992-93 و1993-94) لتضع نهاية لسيطرة مدريدية على هذه المنافسة. وطبّق كرويف مع برشلونة أسلوب الكرة الشاملة الذي يعتمد على خلق المساحات والتحرك بداخلها عبر امتلاك الكرة بشكل دائم والبحث عنها حال افتقادها واللعب بدفاع متقدم للضغط على مرمى الخصم. ولكن تدهور "فريق الأحلام" في آخر عامين مع حقبة كرويف والعام الذي تلاه بقيادة الإنجليزي بوبي روبسون، أعاد لقب الليجا للعاصمة الإسبانية (لقبان للريال وآخر لأتلتيكو)، ولكن برشلونة استفاق بقيادة هولندية مجددا وأحرز بعدها لقبين متتاليين لليجا مع لويس فان جال (1997-98 و1998-99). ومرت بعد ذلك خمس سنوات عجاف على البرسا قبل أن يعود لطريق الانتصارات بفكر وطريقة كرويف ولكن هذه المرة متمثلة في مواطنه فرانك ريكارد. وخلال تلك الفترة التي غابت فيها شمس برشلونة لم يسيطر أحد على لقب الليغا بشكل دائم، فريال مدريد أحرزه مرتين وفالنسيا مرتين مماثلتين، كما توج ديبورتيفو باللقب للمرة الأولى في تاريخه. وعاد برشلونة بقيادة ريكارد والنجم البرازيلي رونالدينيو للصعود على قمة الدوري الإسباني والتتويج به في موسمي 2004-05 و2005-06. وبعد أن ذهب اللقب مرتين متتاليتين للريال بدأت الحقبة الأكثر ازدهارا للنادي الكتالوني. فخلال حقبة بيب جوارديولا، التلميذ الأكثر استفادة من "فلسفة كرويف الكروية" توج الفريق بإجمالي 14 لقبا من أصل 17 ممكنة، وفاز خلال تواجده أربعة مواسم بدكة القيادة الفنية في كامب نو بثلاثة ألقاب لليجا في 2008-09 و2009-10 و2010-11. وكسر ريال "مورينيو" طغيان "فريق بيب" في الموسم التالي، لكن تيتو فيلانوفا مساعد بيب السابق والذي خلفه في الدكة الفنية، عاد وتوج باللقب في 2012-13. وخسر البلاوجرانا مع الأرجنتيني تاتا مارتينو اللقب التالي لليغا على يد أتلتيكو مدريد، ولكن السطوة عادت مجددا تحت قيادة لويس إنريكي بتتويجه بآخر لقبين للدوري. 14 لقبا لليغا من أصل 24 توج بها الفريق في تاريخه نجح النادي في حصدها منذ أن وضع كرويف في البلاوجرانا فلسفته الخاصة بلعب كرة القدم، والتي تعتمد دائما على الهجوم والاستحواذ على الكرة والتمرير القصير. فخلال العقود الستة الأولى لليجا لم يتوج برشلونة سوى بعشرة ألقاب، وفقط خلال ربع قرن، ما بعد حقبة كرويف، أحرز الفريق الكتالوني 14 لقبا، فربما كان كرويف الذي توفي في 24 مارس الماضي عن عمز ناهز 68 عاما، محقا عندما قال "اللعب بشكل جيد دون فوز لا معنى له، لكن الطريق الأقصر للتتويج هو اللعب جيدا".