(أ ف ب) - دخل الاسباني جوزيب غوارديولا تاريخ نهائيات كأس العالم للاندية لكرة القدم من الباب الواسع بعدما اصبح اول مدرب يتوج بلقبه مع فريقين مختلفين بقيادة بايرن ميونيخ الى لقب النسخة العاشرة في المغرب اثر الفوز على الرجاء البيضاوي 2-صفر في المباراة النهائية. وهو اللقب الثالث لغوارديولا في المونديال العالمي بعدما قاد فريقه السابق برشلونة الاسباني الى لقبين عامي 2009 في ابو ظبي و2011 في اليابان. وحقق غوارديولا ما عجز عنه مواطنه رافايل بينيتيز الوحيد الذي خاض مباراتين نهائيتين في مونديال الاندية مع فريقين مختلفين حيث خسر نهائي عام 2005 امام ساو باولو البرازيلي, وتوج بلقب عام 2010 مع انتر ميلان الايطالي على حساب مازيمبي الكونغولي الديموقراطي 3-صفر. واعرب غوارديولا عن سعادته الكبيرة بالتتويج بيد انه رفض ان يكون صاحب الانجاز بقوله "احرزت لقبين مع بايرن ميونيخ منذ استلامي ادارته الفنية قبل 5 اشهر: الكأس السوبر الاوروبية على حساب تشلسي ومونديال الاندية والفضل في التتويج بهما يعود الى (يوب) هاينكيس, لان خوض المسابقتين يتطلب بالضرورة التتويج بلقب مسابقة دوري ابطال اوروبا, وهاينكيس هو من قاد الفريق الى اللقب القاري". واضاف "لدينا لاعبين رائعين في الوقت الحالي وهو يعشقون احراز الالقاب, سنة 2013 ولت الان ولكنها كانت جيدة وحافلة بالالقاب للبايرن. امامنا اسبوعين للراحة وسنعود الى المنافسة وبالتالي علينا ان ننظر الى الامام كي تبدأ حقبتي للتتويج مع النادي". وتابع "حققنا ما كنا نصبو اليه, ولكنني لا أسعى إلى مجد شخصي, فأنا هنا من أجل الدفاع عن سمعة بايرن ميونيخ الذي كان يرغب أيضا في احراز اللقب, وكذلك اللاعبين الذين توجوا باللقب القاري عن جدارة مع المدرب السابق هاينكيس". ويملك غوارديولا (42 عاما) سجلا ناصعا بالالقاب فهو قاد برشلونة مرتين الى لقب دوري ابطال اوروبا وثلاث مرات بطولة اسبانيا ومرتين كأس العالم للاندية والكأس السوبر الاوروبية وكأس اسبانيا وثلاثة القاب في الكأس السوبر الاسبانية. اشرف بيبي ابن بلدة سانتبيدور الصغيرة (70 كلم عن برشلونة), على الفريق الرديف في برشلونة وقاده الى دوري الدرجة الثالثة, قبل ان يختاره الرئيس جوان لابورتا ليكون مدرب الفريق الاول خلفا للهولندي فرانك رايكارد اعتبارا من موسم 2008-2009. وكان خيار لابورتا في مكانه لان غوارديولا نجح ورغم افتقاده الى الخبرة التدريبية المطلوبة في خلق تجانس مميز في صفوف الفريق, مستندا الى فلسفة هجومية سلسة تتناسب مع مواهب اللاعبين الذين قرر الاعتماد عليهم بعدما تخلص من الكاميروني صامويل ايتو والبرازيلي رونالدينيو والبرتغالي ديكو والايطالي جانلوكا زامبروتا. لا يمكن تجاهل ما فعله غوارديولا مع الفريق الكاتالوني خصوصا عام 2009 عندما توج بسداسية تاريخية مع اسلوب لعب جعله مضرب مثل في الاداء الهجومي السلس والنتائج على حد سواء, وليس هناك افضل من لاعبيه للتحدث عنه وبينهم جيرار بيكيه الذي قال: "إنه مدرب يجعلك تفهم كرة القدم. فهو لا يعطيك الأوامر فحسب, بل يشرح لك سبب كل أمر منها, وذلك يجعلك لاعبا أفضل لأنك تعرف الأسباب الكامنة وراء التعليمات. إن هذا يجعل لكل شيء معنى". على خطى كرويف اثبت غوارديولا يوما بعد يوم انه افضل من خلف "معلمه" يوهان كرويف في تطبيق الكرة الشاملة التي اشتهر بها النادي الكاتالوني خلال حقبة الهولندي الطائر. كان كرويف الذي لعب ايضا مع برشلونة, اول من طبق اسلوب اللعب الشامل والتبادل السلس والمتواصل في النادي الكاتالوني الذي اطلق عليه مع المدرب الهولندي لقب "فريق الاحلام" بين 1988 و1996. نجح بيب غوارديولا في السير على خطى مدربه السابق ومكتشفه كرويف, المدرب الوحيد الذي قاد النادي الكاتالوني الى الفوز بلقب الدوري في ثلاث مناسبات على التوالي حين احرزه اربع مرات متتالية من 1991 حتى 1994 عندما كان غوارديولا لاعبا في الفريق. دخل غوارديولا تاريخ القارة العجوز منذ موسمه الثاني كمدرب عندما رفع عام 2009 كأس دوري ابطال اوروبا للمرة الثانية في مسيرته بعد ان توج بلقب هذه المسابقة عام 1992 كلاعب, ليصبح سادس من يفوز باللقب كلاعب وكمدرب, كما اصبح ثالث لاعب يحقق هذا الانجاز مع نفس الفريق بعد الاسباني ميغيل مونيوز (فاز كلاعب مع ريال مدريد عامي 1956 و1957 وكمدرب 1960 و1966), والايطالي كارلو انشيلوتي (فاز مع ميلان كلاعب عامي 1989 و1990 وكمدرب عامي 2003 و2007). واصبح غوارديولا (38 عاما و129 يوما) حينها اصغر مدرب يحرز لقب المسابقة منذ 49 عاما, وثالث اصغر مدرب في تاريخها, اذ سبقه مونيوز الذي كان عمره 38 عاما و121 يوما عندما قاد ريال مدريد للفوز بنسخة عام ,1960 في حين أن اصغر مدرب فاز باللقب على الاطلاق كان خوسيه فيالونغا بعمر 36 عاما و185 يوما عندما فاز ريال مدريد بنسخة 1956. تفوق غوارديولا حينها على المدرب العجوز اليكس فيرغوسون بعدما تغلب برشلونة في المباراة النهائية على مانشستر يونايتد الانكليزي, وتمكن المدرب الشاب في تجديد تفوقه على السير الاسكتلندي (69 عاما) لانه نجح في قيادة النادي الكاتالوني الى لقب المسابقة الاوروبية الام للمرة الثانية خلال مشواره التدريبي بتغلبه في نهائي 2011 على "الشياطين الحمر". واستقال غوارديولا من منصبه في برشلونة عام 2012 بعد اربعة مواسم مليئة بالنجاحات مع الفريق الكاتالوني ليحل بدلا منه مساعده السابق تيتو فيلانوفا. وترك "بيب" خلفه ارثا كبيرا في برشلونة الذي اشرف عليه اعتبارا من موسم 2008-2009 خلفا للهولندي فرانك رايكارد, اذ توج معه ب14 لقبا في اربعة مواسم. وسافر غوارديولا للعيش في نيويورك في الولاياتالمتحدة مع عائلته, وابتعد عن التدريب لمدة عام واحد قبل ان يكشف عن رغبته في العودة الى دكة البدلاء ليتعاقد معه بايرن ميونيخ لمدة 3 اعوام حتى 30 يونيو 2016 بعدما رفض هاينكيس تمديبد عقده بعد 30 يونيو 2013.