لا يمكن مواجهته. تفوق على منافسه حينما كانت تبدو في الأفق احتمالية العودة. لعب بكل ثقة وهدوء أعصاب.. هذه هي بعض العبارات التي تصف أداء الصربي نوفاك ديوكوفيتش المصنف الأول عالميا الذي تمكن من التتويج ببطولة مدريد للتنس عقب الفوز على منافسه حامل اللقب البريطاني أندي موراي بمجموعتين مقابل واحدة بواقع 6-2 و3-6 و6-3. حصد ديوكوفيتش بهذه الطريقة، وبعد عامين من الغياب عن البطولة التي توج بها لأول مرة في 2011 ، لقب بطولة الأساتذة رقم 29 في مسيرته والثالث هذا العام من الفئة نفسها بعد لقبي إنديان ويلز وميامي. وبهذا الفوز يتصدر الصربي قائمة الفائزين في بطولات الأساتذة ذات الألف نقطة، بفارق لقب عن الإسباني رافائيل نادال. كانت تصريحات نوفاك متزنة عقب الفوز بالمباراة إذ قال: "كانت مباراة قوية. وحسمتها نقاط قليلة وهذا يحدث فقط حينما تلعب أمام خصم كبير. كان يجب عليّ فرض أسلوب اللعب وهذه المهمة كانت صعبة.. يجب الإشادة بأندي، بسبب ما فعله في المجموعة الثانية، ولكن أنا فخور للغاية بهذا الانتصار". ويبدو أن هزيمة "نولى" أمام التشيكي جيري فيسيلي في الدور الثاني في بطولة مونت كارلو أصبحت شيئا من الماضي، ففي مدريد وصل للنهائي دون أن يخسر مجموعة واحدة وفي مباراة أمس تمكن في ساعتين وست دقائق من القضاء على رد فعل اللاعب الاسكتلندي، الذي توج باللقب في 2008. وبعد مباراة أصبحت نتيجة مواجهات ديوكوفيتش وموراي 23 للصربي مقابل تسعة للبريطاني، مع العلم بأن كل المواجهات التي لعبت على الأراضي الترابية كان النصر حليفا فيها للمصنف الأول عالميا. وتبدلت مشاعر موراي من الإحباط للأمل ثم العودة لليأس فالتشبث بمحاولة الدفاع عن نفسه في الشوط التاسع بالمجموعة الأخيرة التي أرسل فيها ديوكوفيتش للفوز بالمباراة بعد أن لاحت له فرصة قبلها لإنهاء الأمر على إرسال موراي، فيما أن الاسكتلندي لاحت له سبع فرص لكسره. وأنقذ ديوكوفيتش كل هذه الفرص لمواري وأكد انتصاره في الفرصة الثالثة للفوز بالمباراة بعد 14 دقيقة من اللعب المكثف والشغوف، كانت أفضل ما في مباراة أمس. وفاز ديوكوفيتش بالمجموعة الأولى بعد 30 دقيقة، حيث اعتمد على اللعب من آخر الملعب إلى جانب كرات ساقطة "دروب شوت" ماكرة، أرهقت موراي الذي لم يكن قادرا على المواجهة، لدرجة أن نولى كان يفوز بالنقاط بعد ضربتين فقط, في تلك اللحظة كان الاسكتلندي يبدو محبطا في النهائي الذي أقيم في مساء بارد تحت سقف الملعب المفتوح، حيث كانت كل المؤشرات تقول إن هذا قد يكون واحدا من أسرع المباريات النهائية في تاريخ البطولة، ولكن مع بداية الشوط الثاني استفاق موراي وعثر على الأسلحة التي مكنته في الأدوار السابقة من إقصاء رفائيل نادال وتوماس برديتش. وتحسن إرسال موراي ورده لإرسال ديوكوفيتش كثيرا، إذ بدأت الشكوك في الوصول للصربي الذي خسر إرساله حينما كانت نتيجة المجموعة الثانية 3-1 بعد خطأ مزدوج. استغل الاسكتلندي هذا الأمر بإرسالين ساحقين ونقطتين من إرسالين لم يقدر ديوكوفيتش على ردهما بشكل صحيح، إذ بلغت سرعة أحدهما 214 كلم في الساعة، ثم فاز لاحقا بالمجموعة في 39 دقيقة. في المجموعة الثالثة وأثناء تقدم ديوكوفيتش 2-0 ارتكب الصربي خطأ مزدوجا جديدا وعادت للقاء حرارته حينما كسر أندي إرسال ديوكوفيتش للمرة الثانية، ولكن ديوكوفيتش الذي كان قبل المباراة إنه "مستعد لأهم مواجهة في البطولة"، عاد مجددا ليثبت روحه القتالية، ليخسر موراي إرساله ثلاث مرات في هذه المجموعة، مما تسبب في هبوط روحه المعنوية بصورة أكبر ليخسر المجموعة والمباراة. وتعد بطولة مدريد خامس ألقاب ديوكوفيتش هذا الموسم بعد الدوحة وأستراليا المفتوحة وإنديان ويلز وميامي واللقب ال64 في مسيرة المصنف الأول عالميا، والذي سيكمل 200 أسبوع على رأس التصنيف في 23 ماي الجاري، أول أيام بطولة رولان غاروس. وبخسارة موراي سيصبح السويسري روجيه فيدرير هو المصنف الثاني عالميا في التصنيف الذي سيصدر اليوم الاثنين.