تمر كرة القدم المغربية بمرحلة صعبة جدا، قال البعض بأنها تشبه ما قبل السكتة القلبية. وما جعلها كذلك أنها لم تدخل عالم الاحتراف بشكل كامل، رغم تطبيق هذا النظام المفروض من طرف الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، منذ ثلاثة مواسم، بحيث توجد أنديتها مجموعة في حالة سيئة اليوم. ففي مقابل الصورة الممتازة التي قدمها نادي الرجاء البيضاوي في مونديال الأندية، قبل أسابيع، جاءت شكاوي الأندية المغربية من العجز المادي لتكشف النقاب عن صورة أخرى تماما، بحيث أماطت اللثام عن واقع آخر، مفاده أن كرة القدم في المغرب رغم كل ما تتوفر عليه من شعبية كبيرة، وجماهيرية عريضة، ومواهب زاخرة، فهي بلا موارد تكفيها لتصعد إلى العالمية. الصورة السيئة ظهرت بشكل جلي جدا في عجز الأندية المغربية عن انتداب لاعبين جدد تدعم بهم صفوفها في فترة الانتقالات الشتوية في يناير الجاري، ذلك أنه إذا ما استثني نادي الرجاء البيضاوي، الذي ضم إلى صفوفه لاعبين جديدين، أحدهما هو النجم المصري عمرو زكي، وثانيهما هو عبد الكبير الوادي من نادي وداد فاس، بحوالي 500 ألف دولار، بينما بقية الأندية لم يتسن لها أن تجري تعاقدات جديدة. ما حدث له صلة كبيرة بتعثر تطبيق نظام الاحتراف، وله صلة أكبر برفض "فيفا" الاعتراف بالنتائج التي تمخضت عن الجمعية العمومية للاتحاد المغربي، في العاشر من نوفمبر الماضي، مع ما أدى إليه ذلك من نتائج سيئة جدا، بحيث أصبح الجهاز المسير خارج كل تكليف، ولم تجد الأندية من يمنحها مستحقاتها المالية، فوقعت في ورطة كبيرة على المستوى المالي. الأمل اليوم، في أن تستفيد كرة القدم المغربية من التداعيات الإيجابية لمونديال الأندية، ومن انتخاب رئيس جديد للاتحاد المغربي، مما قد يعجل بعودة الأمور إلى نصابها، لعل وعسى تتمكن الأندية من التعاقد، في المستقبل القريب، مع لاعبين جدد، بما يسمح لها بالتميز، ومجاراة الإنجاز الذي حققه زميلها ومواطنها الرجاء العالمي.