عاش الوداد البيضاوي أمس فترات عصيبة بالنيجر وهم يتلقون الضربة تلو الأخرى أمام جمارك نيامي، دونما قدرة على الإمساك من جديد بزمام المباراة ومجاراة الخصم الذي يظل أقل بكثير من القمة "المعنوية" للفريق "الأحمر"، تاريخاً وإمكانيات تقنية ومادية، إذ بقي أبناء الويلزي جون توشاك خارج منافسات "العصبة" حتى آخر أنفاس المبارة، عندما أعلن الحكم عن ضربة جزاء أنقذت مكونات النادي من إقصاء مذل، لكن ليس من العتاب. وذهل المتتبعون للمستوى الهزيل الذي ظهر به أبناء الويلزي جون توشاك، ليس فقط في مباراة الإياب، أمس، عندما انهزموا وتعذبوا قبل أن يتأهلوا بشق الأنفس للدور الموالي من "العصبة"، وإنما أيضاً في لقاء الذهاب بالدار البيضاء، عندما عجز الفريق "الأحمر" عن دك شباك الخصم بأكثر من هدفين، لم يتأتيا بسهولة، وهو ما دفع ثمنه غالياً لاعبو الفريق والطاقم التقني المشرف عليهم إياباً، عندما اضطروا لإظهار مستواهم "الصادم" بعيداً عن صخب "الكورفا نورد" ودفء "دونور"، ليقدموا عرضاً لا يرقى لفريق يرغب في الذهاب بعيداً في "العصبة". وقد يكون الزلزال الذي ضرب الفريق "الأحمر" بالنيجر درساً مهماً للقائمين على الوداد البيضاوي من أجل إصلاح ما يمكن إصلاحه، خاصةً وأن المستوى العام للفريق يظل ضعيفاً مقارنةً بالموسم الكروي الماضي نتيجة التفريط في مجموعة من اللاعبين المؤثرين، أبرزهم الغابوني مالك إيفونا والإيفواري بكاري كوني، علماً أن الوداد كان يعلم أنه مقبل على منافسات "العصبة". وسيكون على الوداد البيضاوي استخلاص العبرة من الدور التمهيدي من دوري أبطال إفريقيا عندما عانى كثيراً أمام فريق مغمور، لتدارك الأخطاء والاستعداد كما يجب للذهاب بعيداً في الكأس التي غابت عن خزينة النادي منذ 24 عاماً، علماً أن الفريق "الأحمر" سيكون أمام امتحان عسير للغاية في حالة تجاوزه الدور المقبل أمام نادي نابس سبور المدغشقري، حيث سيواجه في الدور الموالي حامل اللقب، نادي مازيمبي الكونغولي. ولعل الوجه الذي ظهر به بطل المغرب للموسم الماضي ومتصدره حالياً، ليس سوى مرآة للمستوى الذي غدت عليه الكرة المغربية،مختنقة ب"أصفار" الملايير، وتائهة بين المعادلات الربحية والمصلحاتية، في وقت تمضي فيه الكرة الإفريقية للقمم، وتوازن فيه كل المعطيات مقابل تحقيق الإنجازات التي تشفي غليل "مهووسو" الكرة.