بعد أن وضعت مواجهات كأس العالم للأندية أوزارها، وعادت الأندية إلى حال سبيلها، وانتهت الاحتفالات المغربية، أوكادت، بنادي الرجاء البيضاوي، بدأت الأسئلة تطرح هنا وهناك حول الاستفادة التي خرج بها النادي المغربي من دورة 2013 لمونديال الأندية، خاصة من الناحيتين الفنية والمالية. وبما أن الأغلبية راقها أداء الرجاء البيضاوي المغربي في المونديال، خاصة وهو يتجاوز أندية أكثر منه شهرة على المستوى العالمي، فقد كان طبيعيا أن يبرز الجانب المالي أكثر من غيره، لاسيما وأن الرجاء كان يعاني أزمة مادية، ووصوله إلى المبارة النهائية كان معناه أن خزينته ستعرف انتعاشة مهمة جدا. وبالفعل، فقد تحققت للرجاء البيضاوي انفراجة كبيرة في موازنته، ذلك أنه حصل على مبلغ 4 ملايين دولار من الاتحاد الدولي لكرة القدم مقابل المرتبة التي وصلها في المونديال، كما أنه حصل على وعود جديدة بالإعلان، بالإضافة إلى أن ملك المغرب محمد السادس دفع بالنيابة عنه ثمن قطعة أرضية مساحتها سبعة هكتارات في ضاحية مدينة الدارالبيضاء، ليساعده في بناء مركز كبير للتدريب، من شأنه هو أيضا أن يشكل مشتلا للمواهب التي ستقبل عليه. النادي المغربي المثقل بمصاريف كثيرة من بينها أجور لاعبيه المرتفعة جدا بالقياس إلى تلك التي يحصل عليها باقي اللاعبون في الدوري المغربي، وأجر المدرب (حوالي 20 ألف دولار)، وكذا أجور موظفيه، زد على ذلك المصاريف الأخرى التي تخص تدبير شؤون النادي، من ماء وكهرباء وأمور أخرى، سيتنفس الصعداء بعد كل المداخيل الجديدة، وخاصة وهو يدرك أن إقبال الجماهير سيرتفع على مبارياته في الدوري الوطني، مما سيضخ المزيد من الأموال في خزينته،عن طريق التذاكر. الوعود التي تلقاها نادي الرجاء البيضاوي المغربي من عدة شركات حتى تتخذه قاعدة لإعلان منتجاتها، إما عن طريق قمصانه، أو عن طريق لوحات توضع في ملعبه، أو بطرق أخرى، هي الأخرى سترفع دخله، وستتيح له أن يصبح في وضع أكثر أريحية، مما سيسمح له بانتدابات أهم، ومشاركة جيدة في بطولة الأبطال الأفارقة التي سيكون ممثلا للكرة المغربية في منافساتها إلى جانب مواطنه نادي الجيش الملكي. من الناحية الفنية، سيحتاج الأمر إلى متابعة الرجاء البيضاوي المغربي في مباريات عديدة من الدوري المغربي الاحترافي حتى يتسن للمتتبع الموضوعي الحكم على ما إذا كان قد استفاد فنيا أم لم يستفد، ذلك أن المظهر الذي ظهر به في المونديال أثرت عليه عدة عناصر قد لا يكون لها أي موقع وهو يشارك في الدوري المحلي، ومن بينها محاولة إظهار قوته دوليا، وعلى حساب أندية كبيرة جدا، وبحث لاعبيه عن موطئ قدم في بطولات أخرى، بما أن الأعين الأجنبية كانت تتابعهم ولا شك. قد يكون الرجاء البيضاوي استفاد فنيا، ولكن القادم من الأيام كفيل بتأكيد ذلك أو نفيه، عندما يجابه أندية مغربية في ظروف أقل راحة واحترافية من تلك التي واجه فيها أندية أوكلاند ستي النيوزلاندي ومونتاري المكسيكي وأتلتيكو منرو البرازيلي، والبيرن الألماني، لاسيما أن الأندية المغربية ستعتبر كلها التفوق على الرجاء، بوضعه الحالي، انتصارا له أهمية خاصة جدا، لأنه تفوق على النادي الذي حقق إنجازا غير مسبوق عربيا في كأس العالم للأندية. *وكالة أنباء الأناضول