باتوا يخرجون تباعاً، غير قادرين على مسايرة التطور التقني الحاصل في أندية إفريقيا السمراء، صاغرون أضاعوا هيبة كرة مغربية، كانت إلى الأمس القريب مرجعاً للقارة ورائدتها، بتخاذل أحيانا، وتعظيم قدرات فاتها القطار أحياناً أخرى، وسط أدغال أرتنا وجوه سُفراء المغرب بها، في مرآة لا تعترف سوى بالإنجازات. سنة 2015 لم تكن سوى امتداد لأربع سنوات عجاف للأندية التي مثلت الكرة المغربية في منافسات "العصبة" الإفريقية وكأس الكونفدرالية، منها من اختصرت مغامرتها بخروج مبكر من الأدوار التمهيدية، ومنها من قاومت وتحملت، فخرجت من دور المجموعات كأفضل إنجاز للفرق الوطنية في المنافسات القارية منذ سنة 2012، قبل إنجاز تطوان هذه السنة. كانت آمال المغاربة معلقةً في النسخة الأخيرة من منافسات دوري أبطال إفريقيا على الرجاء البيضاوي والمغرب التطواني، بطل المغرب للعام قبل الماضي، بعد دخوله قفص "العالمية"، لكن سوء التسيير التقني والإداري المرحلي للأتليتيكو في فترة حساسة من المنافسة، جعلته يخرج بحسرة من دور المجموعات بفارق نقطة وحيدة، كانت تفصله عن إنجاز تاريخي للكتيبة التطوانية وبلوغ دور النصف. أما الرجاء البيضاوي، الذي تغنت جماهيره ب "العصبة" شوقاً، فقد جعل من نفسه ذلك الرقم غير المعقد في معادلة كبار القارة، هؤلاء، باتوا يصطادون التأهل على حساب النسور في مركب محمد الخامس وسط ذهول الحاضرين، كما حصل عندما خرج من الدور ما قبل المجموعات على حساب وفاق سطيف الجزائري الذي حسم الأمور ب "دونور"، قبل أن يرهب الرجاويين بملعب "8 ماي" في ليلة "دموية" لن ينساها المغاربة سريعاً. الرجاء أحيل بعدها على الدور المؤهل لمجموعات كأس الكونفدرالية الإفريقية، هناك حيث واجه رجال مدربه السابق، فوزي البنزرتي، قائد النجم الساحلي الذي توج أخيراً بالكأس. النزال بين النجم والرجاء كان هتشكوكياً، بعدما فاز الرجاء ذهاباً في الدارالبيضاء بثنائية نظيفة، قبل أن يسقط في سوسة بثلاثية دون رد، ألقت به خارج المنافسات القارية. ولم تكن مشاركة كل من نهضة بركان والفتح الرباطي في منافسات كأس الكونفدرالية الإفريقية لهذا العام أكثر توفيقاً من نظيرتها في منافسات العصبة، فقد خرج الأول من الدور التمهيدي من البطولة، ولحق به الفتح الرباطي بعد إقصاء مستفز لرجال وليد الركراكي أمام الزمالك المصري، برسم دور 16 من المنافسة. وتعاقب كل من المغرب التطواني، الفتح الرباطي، الرجاء البيضاوي، نهضة بركان، المغرب الفاسي، الجيش الملكي، الوداد البيضاوي والنادي المكناسي، على الخروج من الأدوار التمهيدية ودور ما قبل المجموعات ودور المجموعات كأفضل الإنجازات التي سجلتها الأندية الوطنية قبل أربع سنوات، سواء في دوري أبطال إفريقيا وكأس الكاف. وتعد أفضل مشاركة للأندية الوطنية خلال المنافسات القارية خلال السنوات الخمس الأخيرة هي تتويج الفتح الرباطي والمغرب الفاسي بلقب كأس الكونفدرالية الإفريقية لسنة 2010 و2011 على التوالي، وبلوغ الوداد البيضاوي نهائي كأس العصبة الإفريقية لعام 2011.