باتو يخرجون تباعاً، غير قادرين على مسايرة التطور التقني الحاصل في أندية إفريقيا السمراء، صاغرون أضاعوا هيبة كروية مغربية، كانت إلى الأمس القريب مرجعاً للقارة ورائدتها، بتخاذل أحيانا، وتعظيم قدرات فاتها القطار أحياناً أخرى، وسط أدغال أرتنا وجوه سفراء المغرب بها في مرآة لا تعترف سوى بالإنجازات. سنة 2014 لم تكن سوى امتداد لثلاث سنوات عجاف للأندية التي مثلث الكرة المغربية في منافسات العصبة الإفريقية وكأس الكونفدرالية، منها من اختصرت مغامرتها بخروج مبكر من الأدوار التمهيدية، ومنها من قاومت وتحملت، فخرجت من دور المجموعات كأفضل إنجاز للفرق الوطنية في المنافسات القارية منذ سنة 2012. كانت آمال المغاربة معلقةً في النسخة الأخيرة من منافسات دوري أبطال إفريقيا على رجاء منتشي بوصافة بطل العالم، خصوصاً بعد الخروج الصاغر للعساكر من الدور التمهيدي من المنافسة أمام ريال باماكو المالي، قبل أن يصطدم أبناء فوزي البنزرتي آنذاك بواقعية حوريا كوناكري الغيني التي اغتالت النشوة الرجاوية، فكان المصير وداع من الدور الأول للنسور، في منافسة تغنت بها الجماهير الخضراء شوقاً؛ كيف لا وآخر لقب رجاوي ومحلي في منافسات دوري أبطال إفريقيا كان قبل 14 سنة. ولم تكن مشاركة كل من المغرب الفاسي والدفاع الحسني الجديدي في منافسات كأس الكونفدرالية الإفريقية لهذا العام أكثر توفيقاً من نظيرتها في منافسات العصبة، فقد خرج الأول من الدور 32 من البطولة، ولحقه بعد خسارة مستفزة لفرسان الجزائري عبد الحق بن شيخة آنذاك، أمام الأهلي المصري برسم دور ما قبل المجموعات. وتعاقب كل من المغرب التطواني والفتح الرباطي والرجاء البيضاوي والمغرب الفاسي والجيش الملكي والوداد البيضاوي والنادي المكناسي، على الخروج من الأدوار التمهيدية ودور ما قبل المجموعات ودور المجموعات كأفضل الإنجازات التي سجلتها الأندية الوطنية قبل ثلاث سنوات، سواء في دوري أبطال إفريقيا وكأس الكاف. وتعد أفضل مشاركة للأندية الوطنية خلال المنافسات القارية خلال السنوات الأربع الأخيرة هي تتويج الفتح الرباطي والمغرب الفاسي بلقب كأس الكونفدرالية الإفريقية لسنة 2010 و2011 على التوالي، وبلوغ الوداد البيضاوي نهائي كأس العصبة الإفريقية لعام 2011.