لطالما كان الجمهور نقطة الضوء الوحيدة في مباريات الديربي البيضاوي خلال السنوات الأخيرة، بحكم الاحتفالية الكبيرة التي يصنعها الجمهور "الأحمر" و"الأخضر" بملعب محمد الخامس ورسمه للوحات فنية رائعة على المدرجات، عكس الأداء المخيب، الذي يبصم عليه لاعبو الفريقين غالبا، والذي يكون أقل بكثير من مستوى التطلعات. "التيفو" الذي كان غالبا عنصر التفوق بالنسبة لهذا الفصيل أو ذاك، والعامل المحدد لانتصار الإلتراس المساندة للوداد أو الرجاء على الآخر، عبر درجة الإبداع والتعقيد وتناسق الألوان والرسائل الموجهة من خلاله، تحول في رمشة عين، أثناء مباراة الديربي الأخير، إلى وسيلة مقيتة لنشر العنصرية والتشجيع على العنف والشغب. فعاليات رياضية كثيرة شجبت مضمون "التيفوهات" التي رفعها أنصار الوداد البيضاوي في مباراة، الأحد الماضي، وأكدت مساهمتها الكبيرة في اندلاع أعمال الشغب التي تلت المباراة، داخل الملعب وفي محيطه، مشددة على أن الاحترام الكبير الذي كان يكنه الجمهور المغربي للإلتراس قد مُسّ من خلال ما تم رفعه في المدرجات بمناسبة مباراة الديربي. الرسائل المستفزة للجمهور الأحمر، وما تلاه من أعمال شغب من قبل جمهوري الفريقين واعتداءات على رجال الأمن والقوات المساعدة، كان من الطبيعي أن تجد تحركا قويا من قبل الجامعة الوصية على اللعبة وسلطات المدينة من أجل تدارك الوضع، رغم اشتراكها في المسؤولية من خلال سماحها بتمرير مثل تلك الرسائل. أولى القرارات الصادرة كانت لولاية جهة الدارالبيضاء الكبرى، التي قررت منع رفع "التيفو" في مباريات الديربي بين الفريقين، على أن يشمل القرار جميع مباريات الفريقين بمركب محمد الخامس، قبل أن تتدخل اللجنة التأديبية للجامعة بدورها وتحرم الوداد من جمهوره لأربع مباريات، منها ثلاث نافذة مع غرامة مالية قدرها 10 ملايين سنتيم، في حين قررت لعب الرجاء لمباراة واحدة بدون جمهور، موقوفة التنفيذ. وتبقى المسؤولية الكبرى إلى جانب الجمهور الذي أنجز ورفع "التيفو"، للأمن الذي رافق "الإلتراس" أثناء وضعه لآخر اللمسات على "الدخلة" دون تحريك ساكن، أو التدخل من أجل إلغاء رفعه وإدخاله للمركب، تفاديا لأي ردة فعل كانت لتشعل فتيل سيناريوهات مأساوية.