يخوض فريقا اتحاد الفتح الرياضي وأولمبيك خريبكة غمار النسخة ال 58 لنهاية كأس العرش في كرة القدم لموسم 2014-2015 المرتقبة يوم الأربعاء المقبل على أرضية الملعب الكبير بمدينة طنجة، بطموح معانقة الكأس الفضية للمرة السابعة بالنسبة للرباطيين والثانية للخريبكيين. ومن المنتظر أن تستقطب هذه المباراة، التي تأتي في غمرة احتفالات الشعب المغربي بذكرى عيد الاستقلال، جمهورا كبيرا سيحج دون شك لتأثيث مدرجات الملعب الكبير لمدينة البوغاز، الذي يحتضن هذا الحدث الهام والبارز في تاريخ كرة القدم المغربية لأول مرة منذ افتتاحه يوم 26 أبريل 2011، ولإعطاء هذا الحدث الكروي الوطني ما يستحقه من إثارة وتشويق والذي سيرفع خلاله الفريقان شعار "تجديد الصلة بالكأس الفضية". وسبق للفريقين أن تقابلا مرة واحدة في مشوارهما الرياضي في نهاية كأس العرش سنة 1995 وكانت الغلبة لأبناء العاصمة 2-0. وتكتسي هذه المواجهة، التي من المنتظر أن تجلب عددا كبيرا من أنصار ومحبي الفريقين المتباريين إلى جانب الجمهور الرياضي المتعطش لمعاينة طبق كروي غني يؤكد الطفرة التي تعيشها كرة القدم المغربية في السنوات الأخيرة، أهمية كبرى لكونها تجمع بين فريقين عريقين تربطهما بهذه المسابقة الغالية وشائج قوية. فقد اعتاد الفريقان معا حضور نهاية الكأس حيث يخوض فريق اتحاد الفتح الرياضي، الذي سبق له أن توج بطلا للمسابقة ست مرات (1967 و1973 و1976 و1995 و2010 و2014)، تاسع نهاية له، علما بأنه خسر نهايتي 1960 أمام المولودية الوجدية 0-1 و2009 أمام الجار فريق الجيش الملكي بالضربات الترجيحية. أما فريق أولمبيك خريبكة، الذي يمني النفس بتحقيق لقبه الثاني في المسابقة بعد الأول 2006 وحققه على حساب فريق حسنية أكادير1-0، فسيخوض سادس نهاية له في مشواره الرياضي بعدما خسر اللقب خمس مرات أمام أندية الوداد البيضاوي 1989 و1994 (0-2 و0-1) واتحاد الفتح الرياضي 1995 (0-2) والرجاء البيضاوي 2005 (بالضربات الترجيحية). وتبقى حظوظ الفريقين الرباطي والخريبكي متساوية في هذه المباراة نظرا لكونهما يعتبران من الركائز الأساسية في المنظومة الكروية الوطنية، ويمران بفترة تعد من أزهى فترات تاريخهما الرياضي ويوقعان عن جدارة واستحقاق، وبشهادة جميع المحللين والمتتبعين، على حضور وازن إن على مستوى البطولة الاحترافية أو منافسات كأس العرش ما يصعب معه التكهن بالفريق الذي سيتوج بطلا لهذه المسابقة. فبالإضافة إلى نجاحه حتى الآن في حملة الدفاع عن لقبه السادس، الذي حققه الموسم الماضي بالرباط على حساب فريق النهضة البركانية (2-0)، تبدو آمال أبناء الإطار الوطني الشاب وليد الركراكي كبيرة ومشروعة في مواصلة مشواره الموفق في مسابقة كأس العرش والذي توجه بإخراج فريق الرجاء البيضاوي من دور نصف النهاية بعدما تمكن من قلب تأخره ذهابا 1-3 إلى فوز ثمين ومستحق إيابا 2-0، إضافة إلى تأكيد حضوره القوي في السنوات الأخيرة كأحد أقوى الأندية وطنيا بفضل النهج الاحترافي الذي اعتمده النادي إداريا وتقنيا. فبعدما فرض نفسه في السنوات الست الماضية كقوة كروية محترمة بدليل فوزه بالعديد من الألقاب القارية والوطنية (كأس الكونفدرالية الإفريقية وكأس العرش)، وإنهائه المواسم الأخيرة في مراتب متقدمة، يمني فريق اتحاد الفتح الرياضي النفس برفع الكأس الغالية، هو الذي يتوفر على تشكيلة شابة ومتجانسة تتميز باللعب السهل والواقعي والانضباط التكتيكي والتركيز العالي وتقدم عروضا راقية على مستوى البطولة الوطنية أهلته حتى الدورة السابعة لاحتلال المركز الثالث (12 نقطة - 3 انتصارات ومثلها تعادلات وهزيمة واحدة)، علما بأن أصدقاء الموهوب مراد باتنة مؤهلين لتمثيل المغرب الموسم المقبل في مسابقة كأس الكونفدرالية الإفريقية. ومن جانبه، سيدخل فريق أولمبيك خريبكة هذه المواجهة وعينه على تحقيق لقبه الثاني معتمدا في ذلك على عزم وإصرار عناصره الشابة والواعدة وإدارته التقنية المحنكة والمتمثلة في الإطار التونسي أحمد العجلاني ودعم قاعدته الجماهيرية العريضة. ويتطلع فريق عاصمة الفوسفاط إلى التتويج بكأس العرش، التي يعود آخر عهد له بها إلى سنة 2006 ، وفك سوء الطالع الذي لازمه في النهايات الأربع التي خاضها، وتجاوز الفترة الصعبة التي يمر منها مؤخرا بالبطولة الوطنية الاحترافية والتي يوقع من خلالها على بداية محتشمة لا تتماشى وإمكاناته التقنية والبشرية (المركز الÜ13 - انتصاران وتعادل واحد و4 هزائم)، علما بأن الفريق كان قد أنهى الموسم الماضي في المركز الثاني خلف فريق الوداد البيضاوي وتأهل بالتالي لتمثيل كرة القدم المغربية في مسابقة دوري أبطال إفريقيا.