على بعد ساعات فقط من نهائي مونديال الأندية فيفا 2013، الذي سيجمع بين ناديي الرجاء البيضاوي المغربي وباييرن ميونيخ الألماني، في ملعب مراكش الدولي، يؤمن لاعبو وفنيو الرجاء بأن ما كان مجرد أمنيات أصبح ممكنا تحقيقه على أرض الواقع، وذلك بقليل من التركيز، وبقليل من الحظ. فالمدير العام للفريق حسن حرمة الله بدا متفائلا جدا وهو يتحدث إلى وسائل الإعلام، وقال إن الكرة الألمانية المتميزة بالقوة والفنيات الكبيرة وجدت نفسها باستمرار في مشكلة وهي تلعب ضد المدارس الكروية العربية، وقدم مباراة ألمانيا والجزائر في كأس العالم 1982 مثالا على ذلك. المدير العام للرجاء البيضاوي المغربي أكد أن قوة البايرن ليست بحاجة إلى دليل عليها، وبخاصة بعد أن أضاف إليها الإسباني بيب غوارديولا الجديد، ليكتسب الفنية إلى جانب الجدية الواقعية في اللعب. واستدرك وهو يتحدث عن قوة ناديه قائلا إن الرجاء بدوره قوي، ويحق للمرء أن يتفاءل. اللاعب المتميز عبد الإله الحافيظي، وهو أحد اللاعبين الشباب الصاعدين من مدرسة الرجاء المغربي، أكد من ناحيته بأن لدى ناديه القدرة على الفوز في المباراة النهائية لكأس العالم للأندية، حتى وإن كان النادي الذي سيواجهه هو الأقوى على المستوى العالمي، ويدعى بايرن ميونيخ الألماني. وأكد اللاعب أنه وجميع زملائه في النادي المغربي باتوا يؤمنون بأن بإمكانهم الحلم، وتحقيق الحلم، وبخاصة بعد أن عبروا السد ضد أوكلاند سيتي النيوزيلاندي، ثم عبروا الربع على حساب مونتيري المكسيكي، وأخيرا بعد أن تفوقوا في نصف النهائي على أتلتيكو منيرو البرازيلي. ولم يخالف إسماعيل بلمعلم، وهو رجل الخط الخلفي للنادي المغربي، زميله الحافيظي في ما قاله، ذلك أنه اعتبر الفوز على البايرن ممكنا، فبما أن الرجاء تمكن من التفوق على أندية كبيرة على المستوى العالمي، سواء من الناحية الفنية أو البدنية، فبتركيزه جهوده، ولعبه بواقعية، سيفوز باللقب. اللاعب الذي كان محط انتقاد قبل أن يصبح محل افتخار لما قدمه من أداء جيد في المباريات السابقة للمونديال، شدد على أن مسألة التفوق على البايرن مرتبطة بمدى تركيز اللاعبين، فإذا كان أتلتيمو منيرو مرشحا فوق العادة للعبور إلى النهائي ومع ذلك هزمه الرجاء، يمكن قول نفس الشيئ على الباييرن، فالفوزعليه ممكن، مع أنه هو الآخر مرشح فوق العادة للظفر بكأس العالم. هذا النفس الحماسي هو أبرز ما يملكه الرجاء المغربي اليوم ليجابه به باييرن ميونيخ الألماني، لأنه على أرض الواقع أقل قوة في كل النواحي الأخرى من النادي الجرماني، الذي فاز بكل الألقاب الممكنة، وقدم صورة جيدة جدا لكرة القدم الحديثة، وأعطى المثال على ما يمكن أن تصله الكرة في حال اجتمع مدرب متميز بلاعبين مهاريين، وطموح كبير. هكذا تبدو المباراة النهائية لمونديال الأندية بين الرجاء البيضاوي المغربية والباييرن ميونيخ الألماني مثل اختبار للحماس والرغبة في إرضائ الجمهور والقوة التي لا تقهر، والنتيجة الأخيرة ستكون مهمة جدا، لأنها ستقدم الدليل على مدى قدرة الحماس الزائد في الوقوف ندا للند مع الواقعية الصرفة في ميدان الكرة. * وكالة أنباء الأناضول